الراقصون على الجراح.. إلى متى؟

“حتى لا يأتي يوم تجد فيه من يرقص على جراحك.. لا ترقص على جراح الآخرين”
جملة بمثابة قصة قصيرة، لا أعرف من كتبها، وليس هذا محل الحديث.. إنما أحببت أن أبدأ بها موضوعي الشائك هذا، وكان مما دفعني للكتابة حول ذلك، إصرار البعض من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، على التقاط مقاطع الفيديو التي يوثق فيها البعض نفسه وهو في حالة شاذة أو منافية للأخلاق والأعراف الاجتماعية أو الدين، ويتولى مسؤولية إعادة نشرها على نطاق واسع، دون مراعاة لخطورة ما يقوم به، وكذا النتائج الوخيمة التي قد تترتب على هذا العمل.
فعندما يقوم شخص ما -جانبه الصواب- بتوثيق مقطع فيديو تافه يرغب -من خلاله- في لفت نظر الآخرين إليه بغرض الشهرة، أو يتطاول على الدين والأخلاق والمجتمع بهدف الوصول إلى نفس الغاية أو غيرها، فهو يأمل من وراء ذلك التوثيق والنشر؛ للوصول لأكبر شريحة ممكنة، وهنا -مع الأسف الشديد- يطرح السؤال الملح نفسه: لماذا يلجأ البعض لمساعدة هؤلاء في الوصول لغايتهم بإعادة نشر هذه المقاطع؟ سؤال لا يوجد له إجابة حتى الآن، فبالرغم من حملات التوعية والرفض من أبناء المجتمع لإعادة نشر هذه المواد، إلا أن البعض يفاجئك بين الفينة والأخرى بهذا التصرف غير المسؤول.
عندما تعيش في وسط مجتمع، وقبل أن تقوم بهذا السلوك، تذكر أن لديك إخوة وأخوات، أبناء وبنات ليسوا معصومين من الخطأ، وأن مجتمعنا حاله حال بقية المجتمعات، وقد يقع أحد أفراده في مثل هذه الأخطاء، ويجاهر -والعياذ بالله- بمعصية أو يتبنى رأيًا منافيًا للدين أو الأخلاق والأعراف.
لن أتطرق هنا لخطورة نتائج تداول هذه المقاطع من الناحية الاجتماعية، ولا حتى من الناحية الشرعية التي قد يدخل بعضها في باب الإسهام في إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، ولا من الناحية القانونية والتي قد ترتقي لمستوى الجريمة، بل أدعوك أن تتذكر دائمًا أنك جزء من هذا المجتمع، وأننا وأنت وهؤلاء لدينا جميعًا أهل محترمون ومؤمنون، ويرفضون مثل هذه التصرفات التي وقع فيها بعض الأبناء.
توقع دائمًا، بل ضع في حسبانك أن لدى هؤلاء أهلًا مجروحين، وفي حالة لا يحسدون عليها بسبب هذا التصرف، وأن قيامك وتكفلك بإعادة نشر هذه المقاطع، ليس سوى رقص على جراحهم، فلا تأمن الدهر؛ فقد يأتي يوم تجد فيه من يرقص على جراحك.


error: المحتوي محمي