إن كانَ هذا الطِّفلُ يبكي كُلَّما
سَمِعَ المُصيبةَ و هو في عهدِ الصِّغَر
و على مُصابِ السِّبطِ يلطِمُ صدرَهُ
مُتفاعِلاً و الحالُ يسترعي النَّظَر
فعلامَ نمنَعُهم حُضورَ مآتِمٍ
و البعضُ مِن جلْبِ الصَّغيرِ قد اعتذر
أوَلَم نكُن في سِنِّهم نأتي إلى
تلك المجالسِ نستقي منها العِبَر ؟
أطفالُنا يتفاعلونَ و رُبَّما
قلبُ الكبيرِ لدى المُصيبةِ كالحجَر
أطفالُنا برحابِ سِبْطِ المُصطفى
يتعَلَّمونَ و ما بِهم يأتي الضَّجَر
ما بينَ مُستَمعٍ و رادودٍ و مَن
في خِدمةِ المَولى لِمأتمِهِ ابتدَر
لا تحرِمُوا الطِّفلَ البري ءَ فإنَّهُ
مُتَعَلِّقٌ بإمامِهِ و على الأثر
إنَّ الحُسينَ بقلبِهِ و لقد أتى
حتّى يُواسي المُصطفى خيرَ البشر
لا تمنَعُوهُ مِن الحضورِ لمأتَمٍ
فلَرُبَّما عَتَبُ الشَّهيدِ لكم حَضَر
أترى الحُسينَ يُدِيرُ عن أحبابِهِ
وجهاً و هل لِمُريدِهِ يوماً نَّهر ؟!
و لَكَم رأينا في البراءَةِ مشهداً
قلبُ الكبيرِ لَهُ تأثَّرَ و انكسر
أوَلَم تَروا طِفلاً يُعِدُّ مَضيفَهُ
لِيُصيبَ مِنْهُ موكِبٌ و يرى الظَّفَر
قد عادَ مُنكسِراً هُناكَ بِليلةٍ
و اللهُ مُطِّلِعٌ عليهِ و قد جبَر
ساقَ الإلهُ لَهُ المَواكِبَ و انثنى
هذا يُقَبِّلُهُ و ذاكَ لَهُ شكَر
اللهُ أكبَرُ إنَّ تلكَ لآيةٌ
حُبُّ الحُسينِ بها تجلَّى لِلفِكَر
و لتعلَموا أنَّ الحُسينَ بكربلا
قد أشرَكَ الطِّفلَ الرَّضيعَ و لم يذَر
لِرضِيعِهِ استسقى فعاجَلَهُ الرَّدى
و بسهمِ حرملةَ الّلعينِ قد انفطر
قد عادَ يحمِلُهُ بقلبٍ مُوجَعٍ
لِخِيامِهِ و بنحرِهِ الدَّامي اختصَر
وحشِيَّةَ القومِ الذينَ عماهُمُ
رَبُّ الورى إذ لا بصيرةَ أو بصَر
رُزءُ الرَّضيعِ لَهُ القُلوبُ تفطَّرت
يا ساعدَ اللهُ الإمامَ المُنتَظَر .