أطفالُنا في المأتم الحسيني …

إن كانَ هذا الطِّفلُ يبكي كُلَّما
سَمِعَ المُصيبةَ و هو في عهدِ الصِّغَر

 

و على مُصابِ السِّبطِ يلطِمُ صدرَهُ
مُتفاعِلاً و الحالُ يسترعي النَّظَر

 

فعلامَ نمنَعُهم حُضورَ مآتِمٍ
و البعضُ مِن جلْبِ الصَّغيرِ قد اعتذر

 

أوَلَم نكُن في سِنِّهم نأتي إلى
تلك المجالسِ نستقي منها العِبَر ؟

 

أطفالُنا يتفاعلونَ و رُبَّما
قلبُ الكبيرِ لدى المُصيبةِ كالحجَر

 

أطفالُنا برحابِ سِبْطِ المُصطفى
يتعَلَّمونَ و ما بِهم يأتي الضَّجَر

 

ما بينَ مُستَمعٍ و رادودٍ و مَن
في خِدمةِ المَولى لِمأتمِهِ ابتدَر

 

لا تحرِمُوا الطِّفلَ البري ءَ فإنَّهُ
مُتَعَلِّقٌ بإمامِهِ و على الأثر

 

إنَّ الحُسينَ بقلبِهِ و لقد أتى
حتّى يُواسي المُصطفى خيرَ البشر

 

لا تمنَعُوهُ مِن الحضورِ لمأتَمٍ
فلَرُبَّما عَتَبُ الشَّهيدِ لكم حَضَر

 

أترى الحُسينَ يُدِيرُ عن أحبابِهِ
وجهاً و هل لِمُريدِهِ يوماً نَّهر ؟!

 

و لَكَم رأينا في البراءَةِ مشهداً
قلبُ الكبيرِ لَهُ تأثَّرَ و انكسر

 

أوَلَم تَروا طِفلاً يُعِدُّ مَضيفَهُ
لِيُصيبَ مِنْهُ موكِبٌ و يرى الظَّفَر

 

قد عادَ مُنكسِراً هُناكَ بِليلةٍ
و اللهُ مُطِّلِعٌ عليهِ و قد جبَر

 

ساقَ الإلهُ لَهُ المَواكِبَ و انثنى
هذا يُقَبِّلُهُ و ذاكَ لَهُ شكَر

 

اللهُ أكبَرُ إنَّ تلكَ لآيةٌ
حُبُّ الحُسينِ بها تجلَّى لِلفِكَر

 

و لتعلَموا أنَّ الحُسينَ بكربلا
قد أشرَكَ الطِّفلَ الرَّضيعَ و لم يذَر

 

لِرضِيعِهِ استسقى فعاجَلَهُ الرَّدى
و بسهمِ حرملةَ الّلعينِ قد انفطر

 

قد عادَ يحمِلُهُ بقلبٍ مُوجَعٍ
لِخِيامِهِ و بنحرِهِ الدَّامي اختصَر

 

وحشِيَّةَ القومِ الذينَ عماهُمُ
رَبُّ الورى إذ لا بصيرةَ أو بصَر

 

رُزءُ الرَّضيعِ لَهُ القُلوبُ تفطَّرت
يا ساعدَ اللهُ الإمامَ المُنتَظَر .



error: المحتوي محمي