الرضيع الذي نجا من الطائفية

منذ أيام قلائل اهتز المجتمع السعودي لجريمة لم يعتدها بلد مسلم بل هي واقعة تهز كيان المجتمعات الإنسانية والمتمدنة وهي حادثة خطف طفل رضيع من بين يدي أمه داخل أحد مستشفيات الخرج وعلى يد امرأة.

وبغض النظر عن دوافع الخاطفة وظروفها النفسية وملابسات الجريمة التي ساعدت في تسهيل عملية الخطف، وأيضاً سنبتعد عن الأمور التي ساهمت في عودة الطفل لذراعي والدته وسنصلت الضوء على الجمهور وربما نسميهم المتابعين او أفراد المجتمع الذي وصلهم هذا النبأ.

على اختلاف طبقاتهم وبلداتهم وطوائفهم ومذاهبهم وحتى جنسياتهم، لم أجد بالتعليقات التي صدرت عنهم سؤالاً أو تلميحاً بأن هل هذا الطفل من أبناء الطائفة السنية أو الشيعية أو غيرها؟

لم نجد تعليقاً ..هل تستحق هذه العائلة المنكوبة الدعاء أو التعاطف، لم نشهد حتى سؤالاً ما هو اسم الطفل وما قبيلته؟ لا لشيء إلا أن هذا موقف إنساني لا يتحمل الأسئلة ولا البحث عن حقائق لا تجدي.

من ضمن من تأثر وتألم قلبه ودعا لعودة هذا الرضيع سالماً غانماً لعائلته هم أبناء القطيف ولو طلب منهم المساعدة للبحث عنه وإيجاده فلن يترددوا لحظة كما هي عادتهم في حوادث كثيرة شهدها الوطن.

لو كان كل تعاملنا مع الوقائع والحوادث بمنهجية إنسانية وبما تقتضيه الفطرة السليمة التي يؤيدها الدين لرسمنا أجمل لوحة لأزكى وطن تتلاحم فيه الأيدي ويشيد بناءه الحب والعطاء.

ولا ننسى أن نقدم الشكر والامتنان لكل من ساهم و رفع يديه بالدعاء فتحققت له أستجابة لتعود فرحة حقيقية لا يعدلها أي مقابل بالعالم لأسرة رضيع الخرج.


error: المحتوي محمي