فَتشْتُ بينَ قصائِدي فلم أجدْ لوصفِكِ عُنوانا….
فَذهبتُ لبحرِ مشاعري وكذا رَأيتُه خالٍ من الكلماتِ…
فتحيرتُ مَن أسْألُ عن جَمالِها فقالوا سَلْ قلبَكَ فَهُناكَ مقرُ سُكناها…
فسألتُ القلبَ عن محبوبتي فأجابَ مَنْ هي أيها المتيمُ بذكراها؟…
بالله أَنْشدْنَا أكثرَ عن اسمِهَا ومَنْ تكونُ تلكَ الحلوةُ البراقُ …
فَخَاطَبني نبضُ الرُّوحِ وقالَ عَجَبًا أَلا تَعرفُ مَنْ المقصودُ لِقاها….
هي الحبُّ هي العشقُ هي ذكرياتُ الصِّبا ولا غير سواها..
هي درةٌ هي فاتنةٌ هي رائعةٌ كأهلهِا الأحبابِ….
فيها خصالُ الكِرامِ وفيها العفةُ إرثٌ مِنَ الآباءِ والأجدادِ…
نَعَمْ هي ربيعُ العمرِ هي دانةُ البحرِ المُمَوّجِ بسيماها…
وبعدَ هذا يا تُرَى مَن تَكونُ هذه الموصوفةُ لحلاه..
أخبرْنا عنها أيها الواصفُ لتلكَ الفتاةِ بسحرِها الخَلابِ…
فكان جوابي أخطأتَ أيها السائلُ فلمْ تكنْ تلكَ الفتاةُ فتاةً…
بل هي ماسةٌ ونَجْمةٌ وحُوريةٌ بها اُختزِل جمالُ الأرضِ واسمُها سيهاتُ…
فيها ولدت وفيها ترعرعتُ وبها أدفن بعد المماتٍ.