قد عطّلوا جُثمانهُ الثّاوي …

ثاوٍ على حَرِّ الصَّعيدِ فدَيتُهُ
بالنّفسِ و الأهلينَ و الأولادِ

 

أفدي تريباً بالطُّفوفِ تهَشَّمت
بحوافرٍ مِنْهُ ضُلوعُ الهادي

 

أفدي طريحاً بالعراءِ و رأسُهُ
لَهفي يُطافُ بمجلسٍ و بلادِ

 

قد عطَّلوا جُثمانَهُ الثّاوي و ما
أحَدٌ لِتجهيزٍ هُناك ينادي

 

أخذوا حرائرَهُ سبايا في السُّرى
تحدو بتقريعٍ لهُن أعادي

 

قسراً تُساقُ و إن بكت مثكولَةٌ
ضُرِبت بكُلِّ صلافةٍ و عِنادِ

 

لَهفي لزينبَ إذ سرَت مَعَ ذابحٍ
لشقيقها بالعُنفِ و الإبعادِ

 

قد ودَّعتْهُ بفيضِ دمعٍ قد جرى
مِن مُقلَةٍ مِن حُزنِها الوقَّادِ

 

حتى أتى زينُ العِبادِ لَهُ و قد
طرَحَ الحديدَ و غِلظةَ الأقيادِ

 

قد قامَ في تجميعِ أوصالٍ لَهُ
قُطِعت ككفَّيهِ مِن الأوغادِ

 

و بوضعِ خُنصُرِهِ الشّريفِ ترقرَقت
عبَراتُهُ مِن وجدِهِ المُزدادِ

 

واراهُ في ملحودةٍ عُدَّت لَهُ
مِن سابقٍ لَهفي على السَّجادِ

 

أبتاهُ حُزني سرمَدٌ لا ينقضي
و دُموعُ عيني ما حيِيت غَوادي .



error: المحتوي محمي