ثاوٍ على حَرِّ الصَّعيدِ فدَيتُهُ
بالنّفسِ و الأهلينَ و الأولادِ
أفدي تريباً بالطُّفوفِ تهَشَّمت
بحوافرٍ مِنْهُ ضُلوعُ الهادي
أفدي طريحاً بالعراءِ و رأسُهُ
لَهفي يُطافُ بمجلسٍ و بلادِ
قد عطَّلوا جُثمانَهُ الثّاوي و ما
أحَدٌ لِتجهيزٍ هُناك ينادي
أخذوا حرائرَهُ سبايا في السُّرى
تحدو بتقريعٍ لهُن أعادي
قسراً تُساقُ و إن بكت مثكولَةٌ
ضُرِبت بكُلِّ صلافةٍ و عِنادِ
لَهفي لزينبَ إذ سرَت مَعَ ذابحٍ
لشقيقها بالعُنفِ و الإبعادِ
قد ودَّعتْهُ بفيضِ دمعٍ قد جرى
مِن مُقلَةٍ مِن حُزنِها الوقَّادِ
حتى أتى زينُ العِبادِ لَهُ و قد
طرَحَ الحديدَ و غِلظةَ الأقيادِ
قد قامَ في تجميعِ أوصالٍ لَهُ
قُطِعت ككفَّيهِ مِن الأوغادِ
و بوضعِ خُنصُرِهِ الشّريفِ ترقرَقت
عبَراتُهُ مِن وجدِهِ المُزدادِ
واراهُ في ملحودةٍ عُدَّت لَهُ
مِن سابقٍ لَهفي على السَّجادِ
أبتاهُ حُزني سرمَدٌ لا ينقضي
و دُموعُ عيني ما حيِيت غَوادي .