حكومتنا الرشيدة منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله تعالى، الملك عبد العزيز -رحمه الله- إلى يومنا هذا، ونحن تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تعمل جاهدة على إرساء دعائم وقواعد الأمن والوحدة واﻻستقرار والحماية للوطن داخليًا وخارجيًا وللأمة العربية والإسلامية.
كم سهروا لتحقيقه؟ كم من أجله تعبوا؟ بموجب نظام حكم مقنن تغطيه مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء للتعايش، شاملًا جميع مَن على أرضه الغالية “مواطن ومقيم” دون تمييز بين سني وشيعي، نحن -جميعًا- في المملكة عامة، وفي المنطقة الشرقية خاصة نلمس هذا مما يوليه أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز -حفظه الله من كل سوء- من اهتمامات بالغة يشكر عليها كثيرًا؛ ذلك لأن الأمن والتعايش وتحييد المعتقد عن الطائفية والمذهبية هو حق لكل مواطن والحكومة -حفظها الله- ﻻ تسمح لأي كان مهما كانت مكانته وانتماؤه المذهبي بسلب الوطن ومصادرة حق المواطنة أو زعزعة استقرار الأمن.
الوحدة الوطنية والتلاحم اﻻجتماعي من أهم أهدافها وأولوياتها هو مطلب عام. وإننا ضد من يعبث بالأمن أو يحاول أن يعمل انشقاقًا فيه وإثارة الفتنة بين أبنائه التى ربما تنتج عنها مشكلات اجتماعية وغيره -ﻻ سمح الله- من استغلال بعض الظروف الاستثائية وثغرات يستثمرها من هنا وهناك لإثارة الفتن.
مصطلح سنة وشيعة وإن تميز بلفظ، إلا أنهما في الواقع والتطبيق مختلطان. التعايش الاجتماعي مكملًا بعضه بعضًا، ترى الشيعي في مجلس السني مشاركًا في مناسباته، والسني أخ وصديق وحبيب متعامل مع الشيعي. إذا دعا أحدهما الآخر أجاب دعوته، إن أصاب الشيعي سوء آزره أخوه السني في محنته، والتعامل بالمثل إن فُقِذ عزيز عزى به كامل مجتمعه.
هذا هو الحب الحقيقي والألفة والوفاء بين أبناء الوطن الغالي لا كما يظنه البعض ويضربون عليه بالدفوف لتفرقته من الخارج وغيره، لأغراض سيئة في نفوسهم المريضة، أو كما يتفوه به أو يكتبه آحاد يسيء للفريق الآخر فكل من هؤلاء يمثل نفسه ولا مكانة له بيننا.
على كل منا الإبلاغ عن إساءة من يسيء إلى الجهات الأمنية الجهة المخولة بمعاقبة هؤلاء. الوطن غالٍ، الوطن للجميع ما يصاب به طرف يصل للآخر. وهما كجناحي الطائر لو كُسر أحدهما ما كان له أن يطير بالآخر.
الدولة -حفظ الله القائمين عليها- وضعت ضوابط تُطبق على الجميع، لا فرق لديها إن كان من هذا الفريق أو ذاك، ما يعنيها الاستقرار، لا تتعد على غيرك، الزم حدودك ودع الآخرين وشأنهم، احترم النظام ولا تعبث بالأمن تُحترم. إن اخترقت نظامًا أمنيًا أو وحدة اجتماعية أو حاولت التفرقة بالشعارات المذهبية الطائفية جزاء عملك ينتظرك.
علينا أن نحافظ على أمننا ولحمتنا الاجتماعية، نتعايش كإخوان لا يتعدى أحدنا على الآخر. من يريد أن يفرق بالنعرات الطائفية وإثارة المذهبية لا نرد عليه بشتم أو ما يخالف فنكون مثله ارتكبنا جرائم معلوماتية يعاقب عليها القانون. بل علينا ودون تردد إبلاغ الجهات الأمنية المختصة هي من تتعامل معه وتردعه هناك برنامج “كلنا أمن”، يمكننا الإبلاغ، عن طريقه يُستجاب لنا، ويقوم من فيه بالواجب وأكثر. نحن مع أمن الوطن ووحدته واستقراره، ودرءًا لباب الفتنة -ﻻ سمح الله- ولتفويت الفرصة على من أراده أو يريده بسوء وحتى نكون يدًا واحدة. ونحن على ثقة تامة ويقين في حكومتنا الحكيمة الرشيدة، ومعها يداً بيد في قطع دابر كل من تسول له نفسه محاولة النيل من الوطن وتمزيقه، وأولهم من يقوم ببث سمومه وحقده وشره وردعه حتى يكون عبرة لأمثاله.
حفظكم الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهدكم الأمين وأمير منطقتنا الشرقية وأبقاكم فخرًا لهذا الوطن وأهله. دام عزك يا وطن. نسأل الله أن يكفينا شر الأعداء ويوحد كلمتنا.