عام جديد يطل محملاً بقوافل الأمل والفرح ومطرزاً ببشائر الخير والألق. عام جديد لتبدأ رحلة جديدة مزدحمة بلهفة الرغبات والطموحات وممزوجة بدهشة الأحلام والأمنيات. عام جديد أغلق للتو كل سجلات وسجالات عام مضى بكل أفراحه وأتراحه ونجاحاته وخيباته، وأصبح مجرد ذكريات وحكايات تسكن أدراج التاريخ. هكذا يمر العام تلو العام من أعمارنا وآمالنا، وهكذا يكتب الزمان حكاية الإنسان.
متلازمة العام الجديد والتي تُشبه إلى حدٍ بعيد معزوفة دقات قلب الوليد الجديد، تتكرر في مثل هذا الوقت من كل عام جديد. متلازمة مثيرة ومدهشة، تحمل وجهين متناقضين ومتوازيين، الوجه الممتلئ بشاشة وفرحاً والذي تضحكه الآمال وتدغدغه الأحلام، في حين تكتنز الوجه الآخر ملامح الحسرة والخيبة لرحيل عام مضى لم يحمل بصمة النجاح أو الفرح. هكذا متلازمة/لعبة العام الجديد التي أكون في قمة ذروتها وإثارتها في الأيام الأولى من كل عام، متأرجحة بين الأمل والفرح بما هو قادم وبين الندم والحزن بسبب ما لم يتحقق، وتلك طبيعة كل الأشياء والأمور والتي تعتمد في جوهرها وحقيقتها على كيفية ونوعية استخدامنا وتوظيفنا لرغباتنا وأحلامنا، وكذلك لقدراتنا وإمكاناتنا.
الاحتفال بالعام الجديد دراما إنسانية وموسمية تكتبها المشاعر والأحاسيس الجياشة التي تعشق التحدي وتتطلع للأفضل، والتي يحدوها الأمل بتحقيق الأهداف والأحلام التي أهملها العام الماضي الذي رحل بالأمس. وما أجمل أن تبدأ الخطوات الأولى لهذا العام الوليد، واثقة وثابتة، تسندها الدعوات وتُرافقها الأمنيات، على كافة الصعد والمستويات. وكم هو رائع، بل والمذهل، هو إطلالة هذا العام الجديد وهو يحمل بشائر الخير والازدهار لوطننا العزيز الذي يسير بخطى رائعة باتجاه التطور والتميز، الإنجازات والنجاحات والإصلاحات في كل القطاعات والمجالات والمستويات تتسابق لتصنع مكانة هذا الوطن الملهم في مصاف الدول الكبرى.
في بداية كل عام تكبر الأماني وتُحلّق الأحلام، فالبدايات التي تُمسك بيد العام الجديد جميلة وحالمة، ولكن الأجمل من تلك البدايات الجميلة التي تُشيع الأمل وتنثر الفرح، هو تحقق كل تلك الأماني وكل تلك الأحلام، والوصول إلى غايات الأمل وواحات الفرح، متجاوزة كل سرابها وغوايتها.
عام جديد تُشرق فيه شمس جديدة، تحمل بين أشعتها الذهبية الجميلة أحلامنا وأمنياتنا التي آن لها أن ترسو على شواطئ قلوبنا وأرواحنا، ليكون هذا العام الجديد هو الأجمل والأفضل.