في ضيافة عطاء القطيف.. محمد المشعل: الترفيه بمستوى فوق الواقع واتباع الماركات ومعالجة الديون بأخرى أسباب السقوط إثر الهزات الاقتصادية

ختم المدرب “محمد المشعل” سلسلة المحاضرات التي قدمها في الإدارة المالية؛ لمستفيدات جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف، ضمن البرنامج التأهيلي لمشروع عون؛ ختمها بهذا التوجيه المهم: “انزل من برجك العاجي غير الواقعي، لا تعش في مستوًى اجتماعي لا يتناسب مع إمكانياتك المالية”.

وكانت المحاضرة الختامية للبرنامج الإداري قد بثت على منصة “زوم” بتنظيم من قسم البرامج الاجتماعية في العطاء، مساء أمس الثلاثاء 26 يوليو 2022م.

وحذر “المشعل” خلالها من اتباع السلوكيات المالية الخاطئة، التي تؤثر على ثبات القاعدة الاقتصادية في حياة الأفراد والأسر، ما يعرضهم للسقوط إثر أي هزة اقتصادية تتعارض مع هدف الاستقرار المالي الآمن، ومن ذلك الترفيه عن النفس بمستوى لا يتوافق مع الواقع الفعلي لميزانية الفرد، واتباع الماركات العالمية التي يروج لها مشاهير السوشال ميديا، بالإضافة لتراكم الديون أو معالجتها بديون أخرى، مع قلة الوعي المالي بحساب أولويات الإنفاق.

وحدد “المشعل” عدة جوانب مهمة للتطوير المالي، وفق ما حث عليه علماء الاقتصاد والمال؛ لضمان موازنة مالية تتناسب مع الدخل الشهري وأوجه الإنفاق، منها: التركيز على المصروفات الثابتة ومعرفتها، مع تقدير الحجم الاستهلاكي للمصروفات، والتقييم المالي على فترات متقاربة.

وأشار إلى أهمية البدء في العمل على جوانب الاستقرار المالي؛ لاكتشاف الأخطاء المالية بشكل مبكر، ما يسمح له بتفاديها مستقبلًا، وإدراك الخلل، مع تقديم سبل الإصلاح والموازنة التي يحقق بها أهدافه بعيدًا عن أي اضطراب مالي.

ودعا لاكتساب مهارة الذكاء المالي وتطويرها؛ بحيث يكون الفرد مطلعًا على أبرز المعايير الاقتصادية التي يبني من خلالها رجال الأعمال الناجحون استثماراتهم، وتوفر لهم بيئة مالية مستقرة، كمعرفة خطورة الفائدة المالية المركبة، وخطر معالجة الدين بالدين.

وأكد “المشعل” أهمية وضع تخطيط استثماري متوافق مع إيراد الفرد وإمكانياته، وكذا تعلم وضع أهداف قياسية ذات أثر يسهل تنفيذها وتطبيقها، والاعتماد على ما يترتب عليها من إنجازات، تصعد بالمستوى الاقتصادي والمعيشي للفرد وعائلته؛ وذلك انطلاقًا من القاعدة التي تقول: “التخطيط مقدمة النجاح”.

وأشار إلى الخطوات التطويرية الأولى للإدارة المالية الناجحة، مبينًا أن تنوع مصادر الدخل، والاستغلال الأحسن له مع الإلمام بقواعد الاستثمار، هو البداية المثلى للوصول إلى مهارات تطوير الذات الاقتصادية والوعي المالي.

وأوضح “المشعل” صفات المستثمر الناجح من خلال تحديده 6 قواعد مهمة؛ مبينًا أن الشخص الناجح في علم نظريات الاقتصاد ومجال الاستثمار هو من لا يضع كل ما يملكه في سلة واحدة على حد تعبيره، إشارة منه لعدم احتكار المال في جانب اسثماري واحد، يعرضه للمجازفة بخسارة المال وخسارة العمل أيضًا، وألا يلجأ للاقتراض والدفع بالمال المقترض في مجال الأسهم أو الاستثمارات المبهمة غير الواضحة، لافتًا أن البعد عن التعقيد في الاستثمار، والعمل في استثمارات شفافة وواضحة هو الطريق الأمثل لاستثمار الأموال، هذا عدا الاستثمار على المدى البعيد، وفي مجال يدرك المستثمر إيجابياته وسلبياته، ويفهم جوانبه التي بها يرتقي للأفضل.



error: المحتوي محمي