كشف المستشار الأسري الشيخ “صالح آل إبراهيم” أنّ تكرار الأسلوب الجدلي والحجج المتكررة فى خلافات الزوجين، يعني أنّ حياتهما الزوجية تمر بمنعطفٍ صعب؛ فعدم القدرة على التواصل الفكري والشعوري على نحو فعال هو خطوة تجاه الانهيار.
وقال -بحسب ما توصل إليه الباحث أكيتسون عام 1992م- : “إنّ إنهاء العلاقة لا يقفز فجأة إلى ذهن الشخص، بل يحدث نتيجة لعملية تراكم الأذى، وخيبات الأمل، والتفاعلات السلبية، التي تتغلب تدريجيًا على الجوانب الأكثر إيجابية بالاستمرار في العلاقة”.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدمها الشيخ “صالح آل إبراهيم” تحت عنوان “كيف تنقذ زواجك من الانهيار؟” والتي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري بسنابس يوم الثلاثاء 26 يوليو 2022م، في قبو السادة للمناسبات بحضور 60 شخصًا.
خصائص العلاقة الزوجية
وبيّن “آل إبراهيم” خلال محاضرته، خصائص العلاقة الزوجية المعرضة للانهيار والتي تنتج عن؛ سيادة الأفكار الخاطئة، سيطرة المشاعر السلبية، زيادة السلوكيات السلبية، والتواصل غير الفعال في حل المشكلات.
المؤشرات
وأشار -خلال حديثه- إلى المؤشرات التي تُنذر بانهيار العلاقة الزوجية ومنها؛ غياب أو سوء التواصل، فقدان الثقة والأمان، فقدان الاحترام، عدم الانسجام النفسي والجسدي، غياب التقدير، الشعور بالتعاسة والقهر والألم، سوء المعاملة والعنف المستمر، قلة الممارسات الجنسية، قضاء الوقت خارج البيت، والخلافات الحادة والدائمة.. إلخ.
الأسئلة المفتاحية
وقال: “إذا عرف الزوجان هذا المؤشر الخطير، يجب عليهما أولًا معرفة المشكلة وتحديد نوعها، وسبب حدوثها، ومن المسؤول عن إثارتها، وما دورك كزوج أو كزوجة.
وأضاف أن هناك عديد من المشكلات الزوجية والأسرية تدور حول: طريقة التواصل والاهتمامات، المسؤوليات المنزلية، العلاقة مع الأهل والأصدقاء، العناية بالأولاد، المال والعمل الوظيفي، الترفيه والسفر وقضاء الوقت معًا، الإشباع العاطفي والجنسي، والتدين والسلوك الشخصي، موضحًا أن كل هذه المشكلات، إذا لم يتم حلها عند ظهورها؛ تزعزع الاستقرار النفسي والأسري بين الزوجين.
السلوكيات السلبية
وذكر “آل إبراهيم” أنواعًا من السلوكيات السلبية التي تؤثر في العلاقة الزوجية، وتتسبب في انهيارها؛ كتجنب الحديث مع شريك الحياة، الانخراط في جدال حاد، التجاهل وإثارة غضب الشريك، إهمال اهتمامات الشريك، وكثرة اللوم والانتقاد قائلًا:” يجب الكف عن هذه السلوكيات السلبية؛ لأنها تضر العلاقة الزوجية بشدة، مبينًا أن السلوك السلبي ولو لمرة واحدة -حتى إن كان جدالًا بسيطًا أو سوء فهم- فهو يُكبّد العلاقة ما بين 5 إلى 10 سلوكيات إيجابية، بمعنى أنّ السلوك السلبي الواحد يهدم ويضعف العلاقة الزوجية، فإذا أردت أن ترفع نسبة قوة علاقتك بشريك حياتك فعليك أن تقوم بـ10 أشياء إيجابية أو أكثر لتحسينها واستمرارها.
التكنولوجيا وأثرها
وقال في محاضرته: “إن التكنولوجيا تسببت في إفساد جانب كبير من العلاقات الزوجية، بعد أن أصبح الزوجان يقضيان أغلب أوقاتهما مع الهاتف والحاسب الآلي ووسائل التواصل الاجتماعي، وأهملا الاحتياجات الأسرية والعاطفية، ما انعكس بشكل كبير على الجيل القادم، الذي سيصبح نتيجة لذلك أكثر تجردًا من العواطف”.
واستشهد ببعض المقولات للباحث الدكتور “جون جوتمان” الذي يقول: “هناك بعض التفاعلات السلبية التي لو لم يكبح جماحها، فستكون كفيلةً بالإطاحة بالعلاقة الزوجية وتدميرها، وهي ما أُطلق عليها الآفات الأربع المدمرة: النقد، الازدراء، الدفاع، والتجنب”.
وبين الدكتور جون: ” أن الأزواج الذين تفوق تفاعلاتهم الإيجابية تفاعلاتهم السلبية يُسمون أزواجًا منظمين، وأن الأزواج الذين تفوق تفاعلاتهم السلبية الإيجابية يُسمّون أزواجًا غير منظمين، ويكون الاستقرار الزوجي أكثر قوة عندما تكون نسبة السلوكيات الإيجابية إلى السلبية هي 5 / 1″.
أربع خطوات لإنقاذ العلاقة الزوجية
وتطرق “آل إبراهيم” إلى الخطوات الأربع لإنقاذ الحياة الزوجية من الانهيار، مفصلًا الحديث في كل واحدة منها، وهي: تحديد نوع المشكلة، التخلص من الأفكار الخاطئة، الكف عن السلوكيات السلبية، وزيادة السلوكيات الإيجابية. مؤكدًا بقوله: “إذا أردت أن تعيش بسلام ووئام ومحبة، فلا بد أن تمنح نفسك لحظات من التفكر العقلاني الجيد، الذي يُغيّر مجرى حياتك للأفضل، فالحياة الزوجية لا تكون في منحنى سلبي إلا بسبب سلوكيات خاطئة يمارسها الزوجان”.
12 مهمة
واختتم “آل إبراهيم” محاضرته بسلوكيات العناية والاهتمام، التي عندما يمارسها الزوجان معًا، تحقق نتاجًا إيجابيًا ومعنويًا لحياتهما ومنها: إعداد الفطور، تقديم الهدايا، الثناء والمدح، عمل تدليك، تبادل الحديث، تبادل القبلات، الإخبار بالحب، قضاء وقت ممتع معًا، الاعتراف بالأخطاء وطلب العفو، تحمل مسؤولية إصلاح العلاقة، وتفهم ما يُعاني منه شريكك.
ونصح -كذلك- الزوجين بأن يكون لديهما حُسن التصرّف في العلاقات الزوجية، وإدارة الخلافات فيما بينهما.