حكاية الدواء في القطيف في زمنها الأخير، هي بطولة عدد من الشخصيات، التي فُقدت الواحد تلو الآخر، رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين بأولادهم.
الدكتور سعيد العوامي، والحاج سعيد العمران، والحاج إبراهيم الجامع “الحواج “، والحاج عبدالكريم المهنا أبو السعود، والحاج علي المصطفى، والحاج أحمد المصطفى، ولا ننسى الحاج عبدالله الغريافي، ولكل من هؤلاء التقدير والتكريم على ما قاموا به في هذا المجال، وعلينا بالخصوص نحن -أهل الاختصاص بالدواء- أعني أهل الصيدلة.
وسيكون حديثنا عن الحاج “سعيد علي علي العمران”، الذي ولد سنة 1346هـ تقريبًا، فكان عمره -رحمه الله- سبعًا وتسعين سنة، عمل في شركة أرامكو، وأتقن اللغة الإنجليزية، وعندما فتح مخزن أدوية العمران، في سكة القطيف بسوق الجبلة لمن عايشها في ذلك الوقت، كانت اللغة باب تيسير له في عمله، وفك طلاسم خطوط الأطباء، والذي لا يزال حتى وقتنا الحاضر، مع وجود التقنية والوصفة الإلكترونية (من باب اللطيفة مع زملائنا الأطباء)، وقد أسهم ذلك في مساعدة غيره ممن امتهن هذه المهنة أمثال؛ المهنا، والمصطفى الغريافي في مخازن الأدوية (الصيدليات).
وكان الملجأ لأهل القطيف في بداية الستينيات في الموقع القديم، ومن ثم في الموقع الثاني في بداية الخامسة والستين الميلادي من القرن السابق، والذي يقع في بداية حي مياس مقابل سوق الخضرة، وبالتحديد وكالة الصايغ للسفريات، وقد اكتفى بمتاعب المهنة في بداية السبعينيات وأقفل المخزن. ولطالما كنا نسمع -ونحن صغار- عن صيدلية العمران والحاج سعيد من آبائنا وأرحامنا بالذكر الحسن الجميل في حسن التعامل والرقي في الخدمة المقدمة.
فرحم الله أبا خالد، وأسكنه الفردوس الأعلى، وتولاه برحمته، ببركة المصطفى محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإلى لقاء، إن شاء الله مع شخصية دوائية أخرى في القطيف.