في تاروت.. زينب الدعيبل تحاضر عن مفاتيح القبول.. وتنصح بالتحرر من الماضي وتقبُّل الذات

قدّمت المستشارة النفسية زينب الدعيبل محاضرة بعنوان “مفاتيح القبول” يوم السبت 23 يوليو 2022، بمقهى صالة “أتيليه فن” التابع للفنانة التشكيلية “حميدة منصور السنان”.

وأوضحت “الدعيبل”، أن هناك مفاتيح لقبول الذات يجب ألا نغفلها؛ كي نستطيع أن نغيّر اتجاهات أفكارنا ومسار حياتنا للأفضل، معقبة: “الظروف تحكم، والوعي أيضًا له دور كبير في تغيير حياتنا، ولا بد من معرفة نقاط قوتنا للتغلب بها على مشكلاتنا”.

وعرّفت “الدعيبل” قبول الذات بأنه إيجاد السلام الداخلي، والقدرة على قبول النفس قبولًا تامًا، واحتضانها كما هي دون شروط قائلة: “لا يزال المرء أميًا حتى يقرأ ذاته”.

وأشارت إلى أنّ النفس تحتاج إلى الهدوء والحب والتقدير، لذلك كن لطيفًا مع نفسك -بمعنى لا تكن عدوّها الأول- فما من أحد يُطلق الأحكام على الإنسان أكثر من نفسه؛ لذا يجب أن تكون لطيفًا معها ولا تقسو عليها، وكن صبورًا على أخطائها، وتعامل معها كما تتعامل مع الطفل الصغير الذي يرتكب الأخطاء، وحاول أن تُصوِّبها له، متابعة: “لتتعرّف على نفسك، اجلس معها، حاورها، سجل على دفترك الخاص ما الذي يضايقك، ماذا تريد؟ ما الأدوات والإمكانات التي تساعدك على تحقيق ما تريد”.

مواجهة المخاوف
وعن المخاوف التي قد تواجهنا، ذكرت “الدعيبل” أنه يجب أن نواجه المخاوف التي تحتاج إلى تقبُّل النفس بسلبياتها، والنية بإصلاحها، والتغيير والانتقال إلى ما هو جديد، لافتة إلى أن الجميع يملك مخاوفَ وهواجسَ من الأمور المجهولة؛ لذا نعيش في خوف دائم من التغيير، وتجربة أي شيء جديدٍ غير مألوف؛ الأمر الذي يُبقينا عاجزين ومُقيَّدين كلما تعلّقنا بالماضي.

الإيجابية
نصحت المستشارة النفسية بضرورة أن نُحيط أنفسنا بكل ما هو إيجابي، وأن نُواجه ذلك الصوت الداخلي السلبي، ولا نسمح بأن نكون أسرى للأفكار السلبية؛ على سبيل المثال نكتب لأنفسنا ملاحظات لطيفة وتوكيدات إيجابية، ومقولات مُلهمة في كل وقت، أو نمارس الهوايات المفضلة عند الشعور بالإحباط.

قبول النقص
وبيّنت أنه لا بد من إدراك حقيقة أنَّ الكمال لله وحده، والتخلي عن السعي للكمال، وقبول النقص حال وجوده والعمل على تحسينه، فلدينا قدرات عالية بإمكاننا تطويرها حسبما نريد.

عدم شخصنة الأمور
وأكدت “الدعيبل” أنه حتى ننجح في تقبُّل أنفسنا؛ يجب الابتعاد عن عدِّ كل تصرف أو قول على أنَّه إهانة لنا ويمسُّنا شخصيًا، فشخصنة الكلام والتصرفات تؤذينا، وتجعلنا في حالة صراع مع أنفسنا وعدم قبولها.

تقبُل الذات
وحول مفتاح تقبُّل الذات، قالت إنه يكون بالتسامح؛ لذا يجب علينا أن نُسامح أنفسنا أولًا على ما ارتكبنا من أخطاء في الماضي، ولا نجلد ذواتنا؛ بل نلتمس التبرير لأخطائنا، فربما كنا أقل وعيًا، وكان تصرُّفنا تحت رحمة ظروف معينة؛ لذا من الضروري أن نمتنَّ لهذا الماضي ونعدُّه دروسًا تعلمناها، وأصبحنا أكثر خبرةً وقوة بفضله، ولا ننسى والدينا وما قاما به من أجل تربيتنا وتعليمنا، حتى وإن كان هناك نقص أو تقصير؛ فكل هذا كان بسبب إمكاناتهم وعدم وعيهم في تلك الظروف السابقة.

التعافي من الصدمات
وشددت على أهمية التعافي من الصدمات، مضيفة: “تقبل الماضي والتحرر منه يرّفعك عن دور الضحية، أخرج نفسك من دائرة اللوم، أمسك زِمام حياتك وتحمل مسؤوليات ذاتك، قدّم إنجازًا تفخر به أمام الآخرين كما يفعل الأطفال، احتضن طفلك الداخلي، وقدّم له الرعاية والاحتواء”.

واختتمت “الدعيبل” المحاضرة متوجهة بعدة نصائح للحضور، أبرزها: “اغفر لذاتك ولوالديك وللناس، فالغفران يحقق السلام الداخلي، ويحقق الحب، فكلما امتلأنا حبًا، كانت طاقتنا الداخلية متسعةً سماحة وقبولًا، وحكمة ورضا، كما أنه لا شكّ أنّ التصالح مع النفس وقبول الذات هو الخطوة الأهم في تطويرها وتحسين نوعية الحياة، امنحوا أنفسكم هذا القبول للتحرر من الماضي”.




error: المحتوي محمي