الصفحة الأولى من الكتاب..
تتنفس الورقة لحظتها، وتعبق بنفحات الحدث الماتعة
الورقة رغبة للزمن الآتي.. تحتفظ ببريقها ورشاقتها
للقادم من الأيام.. فتصبح أكثر فاعلية لقارئها..
الورقة خزين معرفي.. ورأس مال ثقافي.. حين تحتضن الجمال والدفقة الشعورية
و حكايتي معها تتشعب بصور متنوعة.. وكيفيات مراوغة أحيانا..
وفي هذه الورقة.. التي تعد ظاهرة كتابية
في فترات متفاوتة.. مارستها حينا
وقرأت شذرات عنها في أحايين كثيرة..
وهي ظاهرة التوثيق على الصفحة الأولى من الكتاب
أو ظهره..
هناك من يؤرخ لزمن امتلاك الكتاب ومن أين اشتراه أو من الذي أهداه هذا السفر الجميل..وتأتي إما نثرا.. أو شعرا..
تذكرني هذه الظاهرة بما نقله الشيخ فرج العمران رحمه الله. (ت1398هج) في ترجمته للسيد محفوظ العوامي (ت1346هج) في كتابه الأزهار
“وقد رأيت له بيتين على ظهر كتاب الفصول في الأصول…
العبد بالباب يرجو منك فضل ندى
وأن يكون بعين القدس ملحوظا
فضلاً يوافق معناه.. علامتهُ
فيرتقي درج العلياءِ محفوظا”
وهناك الكثير مثل هذه التوقيعات التي أثبتها الكتاب والشعراء.. ومتأكد لو أن أحدا حاول جمعا لتحصّل على ديوان شعرٍ ضخم ورائق في بابه
وهنا سأثبت بعض ما وجدته لي في صفحات كتبي
فهذه الورقة..
تشير إلى أن أحدهم أهداني كتابا فكتبت عليه رباعية شعرية..
وإليك نص ما جاء فيها:
“أهداني هذا السفر الجميل..
كتاب تخميس مقصورة ابن دريد الأزدي..
الأخ العزيز م. ع. غ في يوم الخميس الموافق24/1/1419هج الساعة الخامسة عصرا.
جزاه الله خير الجزاء ودام توفيقه، وأعانني على أداء رد فضائله، وأياديه البيضاء علينا.. بجزيل الشكر والعرفان
وكتبت هذه الرباعية تعبيراً عن حبي وشكري الكبيرين له..
تهْ كما شئت بقلبي مرحا
وإذا شئت تغني فرحا
أنت يا لحناً سماوياً غفى
وعلى مسرحِ أحلامي صحا
يا فماً صلى بمحراب الهوى
أسكر الليلَ فلبّاه ضحى
أنت أهديت فؤادي نبضه
فتقبلْ من عشيقٍ مِدَحا
ووجدت لي بيتين كتبتهما على ديوان المتنبي.. بتاريخ 1415هح
ةليلة الأحد الساعة الخامسة وخمسون دقيق
أخاطبه قائلا..
نبيٌّ أنت رغم الناس طرّاً
إلى الشعراء يا ربّ القصيدِ
تنبّئُ عن جواهر كلّ فنٍّ
أيا موحٍ بقرآنٍ مجيدِ