خط الوالهين

لمعناكَ سِرُّ للعقولِ يحيرُ
وغيبٌ تجلَّى كاللوامعِ يزهرُ

بقلبي نداءٌ آدميٌّ ولهفةٌ
به الحبُّ يَسمو، والمشاعرُ تَظهرُ

هناكَ انتمائي، فيك أنبلُ غايةٍ
يقينًا وجودي من مدادِكَ يكبَرُ

تأملتُ خَطَّ الوالهين على المدى،
مسارٌ به نورُ الولايةِ نيِّرُ

وفي نشأة التتويجِ حبٌّ يشدُّني
فيلهجُ كلِّي باسمكَ الفذُّ حيدرُ

رأيتُ حشودَ السائرين كغيمةٍ
أطلَّتْ فسالتْ بالدلائلِ أنهرُ

وغيثٌ تجلَّى حين يجمعُ سحرَهُ
هواءً نديًّا.. بالمحبةِ يَقطُرُ

فتستافُ من روح النبوةِ عطرَها
شفيفٌ بأشذاءِ الولايةِ يَنثِرُ

رأيتُكَ شمسَ العارفين حقيقةً
ونبراسَ فهمٍ للمدائن تَزْخَرُ

رأيتكَ حصنَ الطائفين ملاذهم
ملامحَ طيفِ الوافدين أنِ انظُرُوا

تُقرِّبُ من رؤيا المفاتنِ حولنا
وشيءٌ من الجناتِ صوبكَ أخضرُ

وفيٌّ بعطفِ الله فهمٌ بكَ احتوى
نعود حيارى حول كنهك نصغرُ

وفي لجَّة الصحراء حسٌّ تمدُّهُ
إليكَ وكلُّ السائرين تحيَّروا

فيسكبك المعنى رواءً ونستقي،
كشهدٍ مصفَّى من معينكَ يقطرُ

ألوفٌ تعدُّ الوقتَ لمَّا تواتروا
يطوفون سعيًا والملائكُ تَفخرُ

هناك ابتدت بين الغديرِ روايةٌ
على هالةِ اللقيا إليكَ تَجمهروا

ومنك ارتقى مسكُ السلامِ خلاصةً
به ازدان عهدٌ بالولايةِ مُبصرُ

بنور النبي الحق سلمًا وهاديًّا
وعرفانَ غيبٍ للجلالِ يصورُ

حملتُ جوى روحي هناك أعدُّها
بلذعةِ عشقٍ نازفٍ بكَ يُغمِرُ

وأمشي الهوينى منك خالصُ طينتي
فخذني انتماءً في مسارِك أعبُرُ

أعبُّ قوافي الحبِّ حتَّى ألمَّها
بلهفةِ نبعٍ للقرابِ تُسطَّرُ

أتيناكَ فكرًا بالولايةِ قائمًا
ومن خانهم معنى المقامِ تصحَّرُوا



error: المحتوي محمي