حكاية ورقة.. 8

ورقة احتفظت بدفء اللحظة.. وأخلصت للمكان.. وتعبأت بالحب.. وارتدت الكثير من الضوء..
هي رسالة عابقة بالألق.. بعثها لي الصديق الأستاذ محمد عيسى آل غزوي..
رفيق درب التشكل الثقافي والشعر حيث البدايات تبني ذاتها بالتجارب..
سأعرض نص الرسالة المفعمة بالحيوية..
ولكن أشير هنا أننا كنا نتابع ونتلهف لأي حراك أدبي في القطيف.. عبر الجلسات او الأمسيات.. ونتابع ماينشر في الصحافة أيضا…
كما أن الرسالة أشارت إلى ملتقى أدبي مهم في القطيف بأم الحمام.. حوى جمهرة من الشعراء المميزين جدا
وقد أطلقوا على منتداهم
“منتدى أبي البحر الأدبي”.. وللأسف توقف هذا الصرح عن نشاطاته.. و تناهبت أعضاءه مشاغل الحياة.. ومازلنا نستذكر شخوصه وما أفرزه من عطاءات راقية..

نص الرسالة..

كيف كان الأمر!؟

دعاني أمجد المحسن.. الشاعر الذي حدثتك عنه سابقا.. لحضور جلسة أدبية في أم الحمام.. كانت ليلة الخميس، ويحضرها الشباب الذين يكتبون الشعر(وربما القصة)
مثل.. حسين المنجور،(الذي أريتك مجموعة شعرية له على ما أذكر) وعبد العزيز الحرز، والأستاذ بدر الشبيب(شاعر أم الحمام المعروف). والأستاذ حسين منصور الحرز…
على هذا حضرت. ومعي مقداد.. والسيد حسن الرمضان
وطرحت قصيدة أمجد “النّوار ينقش فرحه قصائد”
فجعلهم في دوخة طويلة استدعت أحدهم قراءتها خمس مرات لكنه لم يفلح في تلمس ما يعينه على الدخول إلى عالم القصيدة
وكانت الفاتحة مني حتى بدأ الحديث ينفتح للنقاش
وقد طرحوا المقال(موت المنهج) لكنا لم نصل مبكرين
فلم نرَ كيف كان الطرح.
رأيت على الأرض كتاب الخطيئة للغذامي، ولما سألت عنه. قيل إنه كان من المقرر أن تكون قراءته هذا الأسبوع، لكن لم يكن هذا
على كل حال. هي مثل جلسة الدّوار(جلسة شعراء المهجر الجامعي بالرياض)
فقد طرح فيها قراءة لكتاب الغذامي لتلمس منهج للنقد، وقد طرحت قصائد كالتائية الدعبلية الخالدة، وكان يقرأ فيها آخر النتائج كما كان يفعل (سمير المسلم)
أتصور أنها هكذه
(كنت سأدعوك ولكني لم أوفق لذلك)
تحياتي لك وللشباب
أرجو أن تخصّ( صبحي الجارودي) بالسلام
*آخر ما حفظت كان بندا، في زاوية محمد العلي
(بعد آخر)
وهو
“أناجيه
فينمو الضوء في أودية الليل
ويطفو الحجر الغارق في زاوية الأضلاعِ
فوق اليأس والتيه
ويندى الأمس واليومُ
ويأتي الغدُ بحرا وادعا يحمل في الكفِّ لآليه
أناجيه
فلا أعرفُ من أين يجيء الزهرُ نشوانْ
وغيلانْ
يرى مَيّةَ تنسلّ من الأكمام في الغيبِ
وتأتيه
ألا يا أيها البرق اليماني الذي ضلّ زمانا ثم عادا
فرأى النار رمادا
ورأى النهر وقد صار سرابا ووهادا
قد تأخرتَ. تأخرت كثيرا

“حلمٌ وانقضى، فقد هدأ السامر
وانفضّ كلُّ عرس وعيد”

الجمعة16/4/199‪9
نهاية عام1419هج
م. ع. غ




error: المحتوي محمي