من صباح يوم الجمعة 8 يوليو 2022 تدحرج حجر من أعالي الجبال وارتطم في رأسي حين سماع خبر وفاة صاحب الابتسامة الجميلة وحبيب الجميع أبي علي الخاطر، تحير قلمي في رثاء هذا الرجل العظيم؛ فكنت أكتب كلمة الرثاء ثم أشطبها، حيث الرثاء في شخصية يحبها قلبي أقرب من أخي تكون كارثة.
هذا الرجل المؤمن له فضل على الجميع وخاصة له فضل كبير على طلاب جامعة البترول، كاتب المقال أحد الممتنين إلى هذا الرجل الفاضل، حيث أيام دراستنا في الجامعة كان يدعمنا ودياً ورسمياً في تسهيل أمور دراستنا من المساعدة في عمل الحل المناسب مع إدارة أمن الجامعة، فكان لي موقف لا يمكن أن أنساه؛ تعرّضت للفصل من الجامعة بسبب شجار بين أحد الطلاب لا أحب ذكر الأسباب حفاظاً على الوحدة ومشاعر الأخوة مع جميع الأطياف، فكان أبو علي الخاطر له الأثر الكبير من عدم فصلي واستمراري في الدراسة في الجامعة.
فلم يكن أبو علي مجرد أحد الأقرباء من العائلة بل كانت علاقتي به تضاهي الإخوة أو ربما تزيد! لذلك ماذا أقول؟ ماذا أقول؟ يا ترى أم يا ترى؟ هل أتصفح قلب كل شخص عاشر هذا الرجل ثم أقول أبا علي الخاطر صاحب قلب مملوء بالود والحب، حيث عمل صداقة حميمة مع ابتسامته الساحرة فترافقه أينما يذهب، وتطير مثل الفراشة تزهو بألونها الجميلة من حسينية إلى حسينية ومن مسجد إلى مسجد وفاتحة إلى فاتحة.
أبو علي كان شديد الحرص على تأدية الواجب؛ ما جعله يبني قنطرة من مودة الناس ويكسب الجميع باحترامه. رحل عنا أبو الدكتور علي الخاطر مبكراً تاركاً الحب والمودة إلى أهالي القديح حيث الكل يشهد بأن أبا علي صاحب ابتسامة جميلة وساحرة. لاتزال ابتسامته “بكراً في شبابها” الله العالم أن حبي إلى أبي علي يفوق حب الأخ إلى أخيه وسيظل في قلوبنا! رحمك الله أبا الدكتور علي وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.