إنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليم العظيم.
إذا رجعنا إلى بداية جائحة كورونا واستذكرنا قوة الرقابة الصحية على الغذاء وتطبيق الاحترازات في المنشآت الغذائية والأسواق وضبط المنتجات المباعة للمستهلك، كنت كلما رأيت مقاطع التواصل الاجتماعي والصور التي تتداولها لنشاطات الجهات الرقابية، فهي لا تخلو من تواجد الدكتور توفيق مع فريق عمله، فأتلهف لفتحها لأرى القوة الضاربة لحماية وسلامة المستهلكين من ضرر المنتجات غير الصالحة، وكذلك لعدد من المصادر من ضعاف النفوس من هذه المنشآت وكنا نشتاق لعملهم من أجل سلامة وصحة الغذاء للوطن. ودعاء الناس والمجتمع لهم بالتوفيق ويشيدون بعملكم المهني.
وفي هذه الأيام كنا نتابع في أغلب الوسائل الإعلامية تواجده وتفانيه في الخطة التشغيلية مع زملائه لتجهيز خط الرقابة في إجازة عيد الأضحى، وأثناء ما أنا أشاهد جودة عملهم والتغطيات الميدانية لهم من قبل موقع “الإخبارية” وصلني رسالة وفيها صورة الدكتور توفيق، ولكن هذا المرة كان الخبر غير المعتاد وهو مفجع أصابني بالذهول، نبأ رحيل الدكتور توفيق آل سباع.
وما هي الإ لحظات حتى توارت التعزيات والنعي لفقده، ومن الزملاء من أرسل آخر مقطع بصوته وهو يحثه على التدريب والالتحاق بالدورات الصحية في سلامة الغذاء، وزميل آخر من ضمن فريق عمله أرسل آخر رسالة أمس “عساكم على القوة، إن أسعفنا الوقت غداً كنا معكم”. ولكن شاءت الأقدار دون ذلك.
رحمك الله يا أبا صادق، نعم الأخ والزميل والرجل الخَيِّر المحب للوطن ولمهنته ولزملائه، كفاءة طبية بيطرية وطنية حقيقية وذات مهنية عالية وإن لفقدك هو صدع كبير في حنايا القلب وآلم مفجع في نفوس أحبائك، رحم الله قلوبًا رحلت ولم تُنس، وجبر الله قلوبًا اشتاقت فدعت، اللهم طيّب ثراه وأكرم مثواها، واجعل الجنة مستقرة ومأواه.
ونيابة عن زملائي أتقدم لعائلتي “آل سباع والخباز” بأحر التعازي ونشاطرهم الحزن سائلين الله تعالى له ولأخيه الرحمة والغفران وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.