كتب الله على الخلق الموت، ونحن مسلّمون لقضاء الله، لكن بعض الأحداث تجعل الإنسان يخشع، ويتأثر لهولها.
فاجعة عظيمة فقد شاب مؤمن كالدكتور توفيق آل سباع فما بالك أن يلحق به أخوه في حادث مؤلم؟
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
عرفت الدكتور توفيق من خلال عمله في قسم صحة البيئة في بلدية محافظة القطيف، ثم تعاملت معه من خلال مسؤوليته في بلدية تاروت.
وتطورت العلاقة حتى خارج نطاق العمل، فما أن نلتقي حتى يبادر بالسلام والسؤال، والبشر لا يفارق وجهه.
كنت أمازحه إذا رأيته في إحدى البقالات: جئت مسلمًا أم جئت مفتشًا؟ فكان يبتسم ويقول: لا تنفك المسؤولية؛ فهذا غذاء الناس ونحن مسؤولون عن سلامته.
كان عفّ اللسان فما رأيته -وكنت أرافقهم ضمن الفريق الإعلامي للبلدية- ولا سمعته شتم أو تنمر أو أخطأ في حق أحد حتى لو كان مخالفًا للأنظمة، بل كان يقدم النصيحة برحابة صدر وأريحية.
وكان عفيف اليد، طاهر القلب، سمحًا في تعامله مع الكبير والصغير. أتقن عمله حتى صار مرجعًا لأسئلتنا عن الأمور المتعلقة بصحة البيئة وسلامة الأطعمة، إذ أنه لم يكتف بما درس بل طور نفسه حتى أصبح أنموذجًا للطبيب المثقف.
وداعًا أيها الجميل في أخلاقه. وداعًا أيها الجميل في تعامله. وداعًا أيها الجميل في كل شؤونه.
{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ].