حكاية ورقة.. 1

كثيرة هي القصاصات الورقية.. والسطور التي ملأتها الحروف والكلمات.. فأصبحت اكثز قربا لمشاعرنا.. وارق ذاكرة للحظات تركث بصماتها على مرايا أرواحنا..
هذه الأوراق..
لمن تعامل معها.. ومارس عفويتها او عبثيتها حتى.. يشعر بعميق ما أقوله.. وأرمز له..
ولدى الكثير منا مايمكن أن يؤلف منها كتابا كاملا.. وإضمامات كثيرة..
ولمن يمتلك هواية الجمع وحفظ روائح الذكريات..لا شك انه سيظفر على خزين هائل من هذه الأوراق.. المرهفة.. و المهمة.. والأوراق.. تحتمل في محمولاتها الذكريات السعيدة والمرة..
وللأسف.. ممن يعيشون مثلنا في كثرة التنقلات.. سرعان ما تتبعثر مثل هذه اللفافات والقصاصات.. لسبب وآخر..
و سأحاول.. لملمة واصطياد.. ما تبقى.. على رفوف الذاكرة.. وما علق بين إضبارات الملفات السالفة.. هنا وهناك..

الورقة الأولى..

وهي ليست مرتبة زمنيا..

اول قصيدة أكتبها في مادة
“كتابة الشعر”
وكنا ندرسها عند الدكتور نذير العظمة
بجامعة الملك سعود بالرياض..
وقتها أنه طلب مني نشرها في رسالة الجامعة
ولكنهم اعتذروا عن نشرها وكتبوا في العدد الجديد
نعتذر عن نشرها لما فيها من خروج عن المألوف
فعدت للدكتور وأريته اعتذار الجامعة فأخذ القصيدة وكتب عليها ووقع عليها..
وقال لي باللهجة السورية.. يبني ابعتها لأي جريدة بره عم بينشروها”
القصيدة كانت عن قانا
لغة الفتك
هزئ الغدرُ فاثأري يا دماء
أيقظي العزم كي يصلي الفداء

عصفت فوق أرضنا لغة الفت
ك وعاثت بقدسنا الأعداء

سحقوا مجدنا بنا وعليه
نحن نبكي. وهل سيجدي البكاء!!

فهنيئا للغدر حين يدوي
فوق أرضٍ أبناؤها غرباءُ

أطعمونا الضياع والجوع خبزا
فارتوت من لظى العناء الظماءُ

فلنا الحقد والتشرد مأوى
وجراحاتنا فم.. وغناءُ

وحملنا أكفاننا لنصلي
نسكَ الموت حين دوّى الفناءُ

كلما لامست جراحاتنا الذكْ
رى تلوى على رؤاها الإباءُ

سادة نحن نزرع الأرض حبا
وانتصارًا، يشع منه السخاءُ

غير أن الزمان من طبعه الغد
رُ.. فعدنا.. يلفنا.. الإكتواء

وأضعنا المسير في مهمه اللي
ل فتاهت.. بدربنا الظلماءُ

فأخونا الضياع والحزن زادٌ
ووليد الأيام منا الشقاءُ

إن “قانا” العذراء قد هتكتها
خلسة الذئب حين مات الوفاءُ

فغدت جثةً يكفنها البؤْ
سُ ويبكي لجرحها الشعراءُ




error: المحتوي محمي