الوضوح للعيان والجاذبية اللافتة من بعيد وإبراز الجمال في لوحات الجنس اللطيف بالفن هي قواسم مشتركة جمعت الفنانة التشكيلية فاطمة آل مطر مع ابنتها غدير المبارك في معرض الفن المباشر الذي أقيم في أحد المقاهي بسيهات تحت إشراف الفنان أيمن الراشد ومشاركة عدد من الفنانين والموهوبين من القطيف وسيهات والأحساء واستمر خمسة أيام.
ثماني سنوات من المشاركة
لم تجمعهم صلة القرابة فقط فعالم الفن وألوانه يسري في دماء العائلة، هذا ما عبرت عنه آل مطر موضحةً أن الفن يجمع كل العائلة؛ فهي لديها ابنتان كلتاهما موهوبتان فنيًا لكن الكبرى فيهما بعيدة عن الأضواء، أما غدير الصغرى فهي تشاركها منذ ثماني سنوات تقريبًا.
ويبدو أن ميراث فاطمة من الفن لم يتوقف عند ابنتيها، فحفيدتها من ابنتها الكبرى في عمر التاسعة وهي رغم صغر سنها تشارك في معارض الصغار، وحسب وصف جدتها فهي موهوبة، وتعلمت منها كل ما تعلمته فالجدة لا تبخل على حفيدتها بأي شيء تعرفه.
فن مباشر
وعن المعرض، ذكرت آل مطر أنه حظي بإقبال كبير من الجمهور ولإعجابهم به تم تمديده حيث كان من المقرر أن يكون ختامه يوم الخميس 23 يونيو 2022 ولكن تم تمديده ليوم السبت 25 يونيو 2022م.
وقالت: “ضم المعرض أعمالًا جميلة لموهوبات جدد تعرّفت على الكثير منهن لأول مرة؛ أمثال مريم لعويوي، وفاطمه المحسن، وغدير السيهاتي، وزينب الأبو سعيد، وفاطمة الصايغ وغيرهن من الفنانات الكبار مثل منى السيهاتي، وزهراء المتروك، وزينب اليوسف”.
وعبّرت عن سعادتها بالمشاركة وإقبال الناس على المعرض حيث كان فيه رسم مباشر طوال الخمسة أيام، مضيفة أنها لم تسنح لها الفرصة للمشاركة بالرسم المباشر لامتلاء المقاعد واكتفت برؤية إبداع فرش الموهوبين والفنانين.
عالم خاص
وتحدثت آل مطر بأن الرسم المباشر أمام الجمهور يحتاج لجرأة من قبل الفنان خاصة ببدايته ثم يغدو الأمر بالنسبة له طبيعيًا ومعتادًا عليه، قائلة: “فالفنان بمجرد أن يمسك الفرشاة ينسى كل ما حوله ويعيش بعالمه فقط، وأنت تراه بجانبك وأمامك ولكن في الحقيقة هو يعيش بعالم آخر، عالم لا يشبه أي عالم، عالم الفن والخيال والإبداع حيث يعرج بروحه فيه هو عالم لا يعرفه إلا من هام بعشقه”.
دعم للفن
من جانبها، وصفت ابنتها الفنانة المبارك تجربة المشاركة بأنها كانت جميلة والمعرض كان راقيًا من ناحية التنظيم والتنسيق وأعمال المشاركين كانت جدًا مميزة ومختارة بعناية، وذكرت أن اهتمام المقهى بالفنون ودعم الطاقات الشابة إضافة جميلة في المجتمع لأنه أتاح فرصة للفت أنظار جميع الفئات والأعمار وليس أنظار المهتمين بالفنون فقط.
وعن شعورها بمشاركة والدتها عبّرت عن فخرها بالتحاقها بالفن ومشاركة أمها في المعارض وقالت: “هذا الشيء يحفّزني دائمًا لأن أطوّر من مهاراتي وأتعلم أكثر إلى أن أصل لمستواها ومستوى الفنانين الكبار”.
فتيات من الشرق والغرب
تشاركت الأم وابنتها في رسم الفتيات وإبراز جمالهن، وشاركت آل مطر بلوحتين لفتاتين سمراوين حيث أعربت عن حبها لرسم السمر وإبراز جمالهم، وأسمتهما بورتريه وهما بألوان الأكريليك على كانفس بمقاس 100*120 سم.
بالمقابل شاركت ابنتها غدير بلوحة واحدة أسمتها راقصة الفلامنكو بمقاس 90*90 سم، وكذلك هي بالأكليريك على كانفس واستخدمت فيها تكنيك ستنسل جرافيتي.
وأوضحت أن الفلامنكو فن إسباني راقٍ وعريق يعبّر في طيّاته عن الكبرياء والجمال ورهافة الحس ويعبر أيضًا عن العنفوان ضد الظلم.