فاكتبوه

بين المعاملات الأخوية والمعاملات العبادية روابط لابد منها، والمعاملة هي عقد بين طرفين على أمر متفق عليه بينهما لإنجاز عمل وهذا العمل قد يكون معنويًا أو خدميًا أو ماليًا، وفي جميع الحالات لابد من التوافق والرضا بين الطرفين على إنجازها وإلا فما أخذ حياء كما أخذ غصبًا، ولن يكون الحديث عن هذا الموضوع وإنما سنتحدث عن توثيق عقد المعاملة أي كتابتها، وكتابة عقد المعاملة مما يجعل للمعاملة مصداقية في عدة أمور أولها؛ توضيح طرفي المعاملة، ثانيهما توضيح ماهية المعاملة المطلوب إنجازها، ثالثها متي يبدأ العمل ومتى ينتهي وأين وكيف؟ ورابعها الكلفة المادية وخامسها أي شروط أخرى أو إضافات ويمكن أن يضاف متعلقات إدارية وحكومية وغير ذلك.

والتوثيق يحفظ الحقوق ويساعد في حل النزاعات التي قد تحدث بين الطرفين. ومن المعاملات التي لا غنى عنها الاستدانة والتي قد تبدأ بابتسامة فسلام فكلام فموعد فأنا بحاجة ماسة لمبلغ من المال وسأرده خلال أيام معدودات، ولأننا نريد عون الله ما دمنا في عون إخواننا فإننا لا نبصر بعين ولا بعقل ولا بقلب ويتم ذلك وبعد عدة أيام أين ذلك الصاحب اختفى ويمكن أن نكون نحن ضحيته الألف إن لم نكن المليون.

وطبعًا لم نكتب شيئًا في هذه المعاملة وليس لدينا أي دليل على أننا أنفقنا هذا المبلغ على من لا يستحقه بالأغلب.

فاكتبوه أمرًا إلزاميًا لحفظ الحقوق، ويجعل ذلك المحتال يفكر مليًا قبل أن ينصب أو يحتال والأفضل وضع رهن مقابل ذلك الدين حتى يحفظ الحق، فاكتبوه ثقافة إسلامية حقة يجب علينا أن نتقيد بها جميعًا وأنا أولكم.



error: المحتوي محمي