
توّج فريق الطف بالقديح بكاس بطولة كافل اليتيم لكرة القدم بجزيرة تاروت (كافل 25)، بعد تغلّبه على فريق ليون بالقطيف بهدف مقابل لا شيء في المباراة التي جرت بينهما مساء السبت 25 يونيو 2022، وسط حضور جماهيري مميز، اعتبره المراقبون هو الأبرز من بين نسخ (كافل) الأربعة والعشرين الماضية.
وضمن مجريات اللقاء الذي أقيم على ملعب فريق الشمال بجزيرة تاروت، توج كل من فريق ليون وصيفًا للبطولة، وفريق الخط بالقطيف فريقًا مثاليًا، وحاز لاعب فريق الأكاديمية فيصل اليامي على لقب الهداف، ومشاري الجريبي (لاعب الطف) على لقب أفضل لاعب في الدورة، في حين حاز لاعب فريق المنار كميل العقيلي على لقب أفضل لاعب واعد. علمًا أن بعض هذه الجوائز تمت بنظام القرعة، لوجود أكثر من منافس على الألقاب، وقد تم أجراؤها في الملعب بعد انتهاء المباراة الختامية.
وأجمع مسؤولو الدورة وعدد كبير من متابعيها على أن المستوى الفني والتنظيمي للدورة خلال الأدوار الماضية قد اتسم بالإيجابية اللافتة، إذ شهدت منافسة حادة في كافة أدوارها، لدرجة أن بعض مجموعات الدور التمهيدي لم تحسم أمر تأهلها للأدوار الإقصائية إلّا في اللحظات الأخيرة، كما أن فرقًا كانت مرشحة لحصد اللقب قد غادرت البطولة، وبعضها كانت مفاجئة للجمهور المتابع للدورة.
ثقافة التطوع
وأوضح رئيس جمعية تاروت الخيرية، محمد بن علي الصغيّر أن “كافل” مناسبة جميلة تجمع بين الجانب الرياضي والجانب الاجتماعي الخيري، وقد ساهمت هذه الدورة طوال أكثر من عقدين في ترسيخ ثقافة التطوع وخدمة المجتمع، خصوصًا في الوسط الرياضي، وما لفت نظرنا في هذا النهائي البديع هو الحضور الجماهيري المميز، إذ شهدنا حضورًا من شخصيات ذات موقع رسمي وتأثير ثقافي واجتماعي بارز، ما يؤكد سمعة “كافل” لدى كافة المهتمين بالشأن العام.
وخلص الصغير إلى القول: “أجدني شاكرًا ومقدرًا لكل من شارك في هذه الدورة، ومن رعى بعض فعالياتها، ومن قدم دعما -ولو قليلًا- من الأسر والديوانيات فضلًا عن المؤسسات، بل كل من حضر لقاءاتها الجميلة والرائعة رياضيًا واجتماعيًا وثقافيًا، اشكرهم جميعًا وأسأل الله لهم التوفيق والسداد”.
تنوع الشراكات
من جانبه، قال رئيس لجنة كافل اليتيم بجمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية أيوب بن علي أبوزيد: “إن رسالتنا في الجمعية هي التوجّه لرعاية الأيتام والاهتمام بهم، والتوعية بهذا الأمر الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية الغراء، وأجد أن دورة “كافل” قد حققت هذا الغرض إلى درجة عالية وكبيرة، فقد وجدنا العديد من الأسر تتسابق لرعاية الأيتام، وقد باتت لجنتنا تفكر في تقديم المزيد من الخدمات وتطويرها أيضًا، بحكم التفاعل الذي نجده من أبناء المجتمع، وتشكل “كافل” أحد أبرز روافد هذا التفاعل، ففي كل مباراة نجد رعاية لواحد على الأقل من الأيتام، وكل فريق يشترك في الدورة يوفر لنا قيمة رعاية ليتيم أيضًا، هذا فضلًا عن التبرعات والرعايات الأخرى التي ستكون قيمة مضافة للأيتام في جزيرة تاروت، الذين سوف يشعرون -حتمًا- بأنهم ليسوا غرباء، بل إن كل أبناء المجتمع إخوانهم وأصدقاؤهم”.
تجديد المبادرات
وفي ذات النسق، قال رئيس المجلس التنفيذي لـ”كافل” محمد بن علي الدهان: “إننا في هذا الشهر المنصرم شهدنا مناسبة رياضية متميزة بكل ما في هذه الكلمة من معنى، ونحن بدأنا نحصد جهود السنوات الماضية، فالدورة سارت وفق نظام متميز تم الاتفاق عليه، وفق آلية تمت كتابتها، بـ”رؤية، ورسالة، وأهداف، ومبادئ” واضحة تم السير بموجبها من قبل الفريق العامل في الدورة، وبالطبع لا يلغي هذا الأمر وجود بعض النواقص وجوانب القصور، فلا شيء كامل في هذه الحياة، لكننا سوف نرصد كل تلك الجوانب ونقوم بدراستها ومعالجتها أيضًا برحلة مرجعة شاملة”.
وأضاف: “وفي هذا الصدد أبارك لفريق الطف إحرازه لقب هذه البطولة، ليكون اسمًا ضمن أبطال كافل المعروفين، وقد تم تسجيل الفريق فورًا في “كافل 26” لكون إحدى العوائل تبرعت برسوم الفريق الفائز بالمركز الأول في هذه الدورة، وربما كانت هذه مبادرة من مبادرات “كافل 22″ التي سبق أن أعلنّا وتحدثنا عنها في بياناتنا الصحفية السابقة والتي منها مبادرة الرعاية للمباريات، وقد تجاوب معنا عدد كبير من الأسر في جزيرة تاروت وخارجها للرعاية، وهذا ما أعطى صورة إضافية للبعد الاجتماعي للدورة كونها فعالية رياضية لكرة القدم بالدرجة الأساس”.
وذكر أن “كافل” بطاقمها العامل المتطور والمتجدد يسعى لأن يقدم كل عام مبادرة وبرنامجًا على الأقل تدعم رؤيتها، قائلًا: “ففي هذا العام إضافة إلى مبادرة “الرعايات” تم إدماج العنصر النسائي للعمل معنا في الدورة، فضلًا عن بعض ذوي الهمم، وبعض العناصر الناشئة من الطلاب، إذ تم استقطاب عدد منهم للعمل في الدورة، ونتطلع لأن نتواصل مع المدارس في السنوات المقبلة لاستقطاب عدد أكبر لتدخل “كافل” بمشروعها الخيري والرياضي للوسط الطلابي بعد النجاح الكبير في الدخول إلى الديوانيات والعوائل فضلًا عن فرق الهواة”.
وفي هذا الصدد، قال: “نجدد شكرنا إلى الجهات المعنية التي دعمتنا في هذا المشروع ونخص بالذكر مقام إمارة المنطقة الشرقية ومحافظة القطيف، ومركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، ورابطة الهواة بالمنطقة الشرقية، والشكر موصول لكل من دعم ورعى وشارك معنا في هذا المشروع الخيري الرياضي”، وشدد على حرص “كافل” لأن تكون رائدة في صناعة رياضة فرق الهواة، والعمل على تحفيز طاقات الشباب الكامنة، بالشراكات المجتمعية والرسمية، لتعميق تعاليم ديننا الحنيف برعاية اليتيم ولتسخير هذه الطاقات لخدمة الوطن والمجتمع.
الحالة الإيجابية
وفي هذا الصدد قال رئيس المجلس الفني حسين بن عبد الله الجيراني بأن الحالة الإيجابية التي شهدتها الدورة تعود إلى توفيق الله أولًا، ثم إلى جهود الكوادر التي عملت في الدورة، خصوصًا العاملين في المجلس الفني، الذين وقع على عاتقهم إدارة الدورة، وقد تألقوا كثيرًا وكانوا عند حسن الظن، علمًا بأن الجهاز الفني للدورة يتعامل مع 24 فريقًا، لكل فريق 25 لاعبًا، وأربعة إداريين، وبين هذه الفرق منافسة شريفة حادة، كل فريق يسعى لتحقيق الفوز، وقد شهدنا قدرة متميزة على التعامل مع الضغوط التي تنبع من الحماسة الرياضية الشديدة.
وأضاف الجيراني أنه وبحكم موقعه في إدارة المجلس الفني يشكر كافة الأعضاء، ويقدر لهم جهودهم التي بذلت لأجل أن تسير لقاءات الدورة إلى بر الأمان، بطريقة احترافية، تجعلهم متفائلين بمستقبل أفضل، وتكون الدورة قد أعطت النشاط الرياضي عددًا من الكوادر ذات القدرة على إدارة فعاليات رياضية، وهذا جزء من رسالة (كافل) في خدمة المجتمع.
وأعقب ذلك عضو المجلس الفني حسين الرويعي بقوله: “إننا عشنا 25 يومًا كانت جميلة ورائعة من شتى النواحي، ولعل أبرز ما يميزها هو تعاون المتطوعين مع بعضها والعمل بروح الفريق الواحد، وتعاون مسؤولي الفرق مع إدارة الدورة، رغم الحماس الذي شهدته الدورة إلا أن الروح الرياضية هي التي كانت سائدة خلال الأيام الماضية، وكل ما نأمله هو أن تكون الدورات المقبلة في وضع أفضل وأكثر تطوّرًا وأن تتجدد الطروحات والخيارات والكوادر والخدمات، لتدعم مكانة (كافل) كرافد للعمل التطوعي الخيري”.
ولفت إلى أن (كافل) هذا العام سارت بطريقة مختلفة بعض الشيء عن السنوات الماضية، إذ أن كافة الأمور كانت تجري بانسيابية، مرجعًا ذلك إلى تعاون مسؤولي الفرق معهم، ومن هنا وجّه الرويعي شكره وبالغ تقديره إلى جميع إداريي الفرق واللاعبين على تعاونهم ومساعدتهم للمجلس الفني طوال أيام دورة كافل اليتيم.
يذكر أن كافل تاروت أقيمت على مدار 25 يومًا شارك فيها 24 فريقًا، أقيمت خلالها 51 مباراة تم خلالها تسجيل 97 هدفًا، وتسجيل 141 بطاقة صفراء، و13 بطاقة حمراء، وشهدت المواجهات رصد 14 ركلة جزاء سجل منها 9 ركلات، وشارك في إدارة الدورة عدد كبير من المتطوعين.