طاقة الشمس بلا ثمن.. هل استثمرنا فيها؟!

كلما أمشي تحت أشعة الشمس أجد نفسي مدفوعًا للسؤالِ التالي: هل يوجد بيننا مستثمرون ينظرون نحو المستقبل بنظرةٍ شمولية أفرادًا وجماعات؟ أم يشغلنا التفكيرُ اليوميّ عن التفكير في الأبعد، وبالتالي اكتفينا بالاستثمار الذي تحت نظرنا؟!

حبا الله منطقتنا بكمياتٍ وفيرة من الطاقة، النفطيَّة والغازية، وكل له ميزاته. فإن كان غير الشمس من أنواع الطاقة يفنى ويختفي بعد مدة، هذه الطاقة -الشمسيَّة- لن تختفي، بل من المرجح أن تتطور سريعًا في كل المجالات: المواصلات، المنازل والمصانع، بحيث يكون كفاءتها وسعرها في متناول اليد. ومن المتوقع أن يزداد استخدام الطاقة الشمسيَّة زيادةً ملحوظة في الأعوامِ القادمة.

لماذا لا تجتمع قوى استثمارية في القطيف، وتنشئ مصنعًا للألواح والخلايا الشمسية؟ كل الإمكانيات البشريَّة والمالية متوفرة! ولقد قرأت عن أحد المصانع المحلية في تبوك النبذة التالية من جريدة محلية: “أكبر مصنع لإنتاج الألواح الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمساحة إجمالية 27 ألف متر مربع، وبطاقةٍ إنتاجية تقدر بـ 1.2 جيجا واط، حيث انطلقت المرحلة الأولى من مراحل الإنتاج، وذلك في المدينة الصناعيَّة بمنطقة تبوك. ويختص المصنع بإنتاج ألواح الطاقة الشمسيَّة، بحجم استثمارات يصل إلى 700 مليون ريال”.

صيف منطقتنا طويل جدَّا بنهاره، نحو 14 ساعة من ضوء الشمس الملتهبة، الشمس تقريبًا لا تغيب طوال أيام السنة. طاقة عبارة عن عطيَّة من الله دون ثمن، لا تكلف سوى صناعة أدوات لجمعها وحصادها ومن ثم استخدامها في أغراضٍ شتى!

من مزايا الطاقة الشمسيَّة أنها لا تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون، أو الغازات الضارة الأخرى التي تنتج عند توليد الكهرباء، ولا تساهم في زيادة الاحتباس الحراريّ على سطح الكرة الأرضية كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوريّ في محطات توليد الطاقة، كما أنها لا تؤثر سلبًا على البشر مثلما ينتج من نفاياتٍ نووية عند استخدام محطات الطاقة النوويَّة لتوليد الكهرباء.

من المشاريع المستقبلية الرائدة، تصنيع مستلزمات الطاقة الشمسيَّة، ألواح وخلايا شمسيَّة وبطاريات. هذه المشاريع ممكنة مع وفرة الخريجين الشباب، من الجنسين، فإذا اجتمعت طاقة رأس المال، وطاقة الفكر، كل شيء ممكن حدوثه، يحدث بإذن الله!



error: المحتوي محمي