اعتادت شيماء على وضع قائمة سنويّة في بداية كلّ عام تُضمنها المهام والأهداف المُقرر إنجازها لعام كامل. كانت تضع نصب عينيها جميع الإمكانات المتاحة والعراقيل التي يمكن أن تقابلها والحلول الممكنة لها.
في إحدى الصباحات؛ هاتفتني شيماء فزعة من منام رأته أزعجها كثيرًا فقد رأت في منامها فئرانًا كثيرة تدخل منزلها، عدّته شيماء فألا سيئًا كما تقول لكنني قلت لها: خذي نفسًا عميقًا واستشعري قوة الله التي بين جنبيك تكبُر النفوس بالتخلي عن جميع طرق التشاؤم ومثلك يا شيماء لن يجعل للأحلام والمنامات سلطانًا عليه تقذفه خوفًا ورعبًا هنا وهناك.
إنك يا شيماء تمتلكين طاقات عمل هائلة، وتخططين بواقعية، وتجذبين حولك جميع الأحداث السعيدة. لن أغفل فُسحة بسيطة من الأمل لأعيد توازنها النفسي حتى أرى النور ينبعث من محياها مُجددًا قلت لها ألم تبحري في أقوال ابن سيرين وغيره في تفسير الأحلام؟
يقول ابن سيرين: إذا رأى الحالم في منامه تجمع الفئران في مكان معين فيدل ذلك على أن هذا المكان فيه خير كثير؛ لعدم تواجد الفئران إلا في مكان به مأكل ومشرب.
شكرتني كثيرًا على بث روح الاطمئنان في نفسها وبعد ثلاثة أيام عاودت الاتصال بي لتخبرني أنها حصلت على ترقية في عملها.
كلّما اقتربتَ من التفاؤل وتفاوضت بحب مع نفسك سيعلو شأنك أمام نفسك لأنك أحسنت الظن بها وبربك، اسمح لنفسك بتغيير وجهة تفكيرك المُخيف فإنّ توقعات الخير بيضاء زاهية مثل صباح أبلج أقسم عليك هذا الصباح بأن تقول لمن حولك: أيامكم مرهونة بتفكيركم لا بمناماتكم، صارعوا من أجلها ولا تحدثوا شروخًا بائسة بها.
من جانب آخر عندما يطرق أحدهم بابك مستنجدًا بك ضع جميع طاقتك تحت أمره فما قصدك إلا لثقته المطلقة بك.
إنّ سُبُل الله كثيرة وأجملها ذلك الطريق الذي سلكته النحلة لتخرج شرابًا مختلفًا ألوانه فيه شفاء للناس.
(فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذللا يَخْرُج مِنْ بطونها شَرابٌ مُخْتَلِف أَلْوانه).
لنخرج أجمل الكلمات عند اللقاء، ونُطعم رفاقنا العسل لفظًا فإنّ للحديث ألوانه المشرقة وأجمل ألوانه الكلمة الأنيقة.