كل إنسان منا عنده نقاط ضعف، لا يوجد شخص كامل، وكل فرد في داخله طاقة إيجابية تحفزه وتشجعه وتسانده في تجاوز الصعاب، ومتى ما شعر في نفسه بأي نوع من الإحباط، عليه أن يعيد قوته ويستخدم تلك الطاقة الحيوية التي بداخله ولا يجعل لليأس مكانًا في نفسه، بمعنى أن على كل واحد منّا أن يطور ذاته ويعزز الثقة بداخله ويبعد عنه هواجس الخوف والنظرة المتشائمة والمُحبطة للحياة.
شخص ما على سبيل المثال، توجد لديه مشكلة في عدم القدرة على التحدث مع الناس أو حتى بالسوالف البسيطة مع الآخرين، ربما إذا جلس مع صديق أو شخص قريب أو غريب لا يستطيع أن يتكلم معه بشكل جيد، حتى وإن حاول إذ يبدو أن ليس عنده شيء يقوله رغم امتلاكه جملة من مواصفات الشخصية المرحة والمنفتحة. من هنا -وهذا ما ينصح به الأطباء والاختصاصيون- فإن على هذا الشخص الجميل والمهذب، العمل على تطوير بعض المهارات، يبدأ بقراءة سور من القرآن الكريم والاستماع إلى القرّاء المميزين المعروفين، ولا يمنع أن يحضر بعض دروس التجويد، والاطلاع على فصيح الكلام العربي من بعض الكتب مثل كتاب نهج البلاغة لسيد البلغاء والمتكلمين إمام المتقين وسيد الوصيين، الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن كتب العلماء مثل كتاب (تحف العقول عن آل الرسول) صلى الله عليهم، للشيخ المحدث الثقة الجليل أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني من أعلام القرن الرابع الهجري (رحمه الله)، وغير ذلك من كتب التراث العربي والإسلامي التي تحوي نفائس المفردات والألفاظ، وينبغي بعد ذلك الاطلاع على الطرح الأدبي والثقافي الحديث وما كتبه الرواد والعلماء والأدباء العرب والأجانب أيضًا.
ومن الوسائل والسبل في رفع مستوى الثقافة بوجه عام، القراءة والاطلاع على مواقع الأخبار المحلية والعالمية والفنية والرياضية والتي ترفع من حصيلة المفردات اللغوية والتعبير لدى الشخص، وهي كذلك من عوامل النجاح في التواصل والعلاقات العامة وبناء الشخصية وتعزيز الثقة المعرفية العلمية والأدبية لشخصه وذاته. بناء على كل ذلك، فالنقص الشخصي يعد “ضعفًا” يمكن أن يعالجه صاحبه، وهي مسؤولية فردية بالدرجة الأساس.
ولا يفوتنا الشيء المهم والذي متى التزمنا به سوف يوصلنا إلى حصيلة كبيرة من المعرفة والأفكار والآراء والقيم والخبرات، وهو الكنز الثمين الذي لا يقدر بثمن “الاستماع الجيد” مما يجعلنا قادرين على أن نتجاوز كل المشكلات ونصبح ناجحين، لنقوم بدورنا في الحياة على أكمل وجه وبأحسن حال.
قبل الختام نذكر عشر درر من أقوال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) المعرفة بقصارى المعاني من كتاب “تحف العقول”، قال عليه السلام: “حسن الخلق خير قرين، وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه”. و”أفضل العبادة الصبر والصمت وانتظار الفرج”. و”لا غنى مثل العقل ولا فقر أشد من الجهل”. و”الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف”. و”اللسان معيار أطاشه الجهل وأرجحه العقل”. و”حق الله في العسر الرضى والصبر، وحقه في اليسر الحمد والشكر”. و”ما حار من استخار، ولا ندم من استشار”. و”أفضل على من شئت يكن أسيرك”. و”العلم ثلاثة؛ الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان”. و”ابن آدم أشبه شيء بالمعيار، إما ناقص بجهل أو راجحُ بعلم”.