الإجازة وسفر الخارج ضرورة أم ترف؟!

بعض الأصدقاء لديهم فلسفة -خاصَّة- في أولويات الحياة. ولتوضيح الفكرة أسرد للقارئ الكريم حديثًا مع عدَّة أنماطٍ من الأصدقاء عن لزوم السفر للخارج كلَّ إجازة. هذا المثل يمكن القياس عليه في نواحٍ كثيرة من الحياة:

خمس وثلاثون سنة، أنت لا زوجة ولا أولاد؟

تسكن في شقة مستأجرة. لا سمح الله، إن يحصل لك مكروه، يبقى عيالك دون سكنٍ لهم!

عندك أولاد وبنات صغار، تحتاج ما تصرفه في الأسفار من مال في رعايتهم وتعليمهم. الدراسة مهمة لمستقبل أولادك وبناتك!

عليك ديون للناس والمصارف بعدد شعر رأسك!

في الثلاثين من عمرك، وجب عليك الحجّ ولا ضمان من حياةٍ وصحة!

منزلك يحتاج إلى صيانة وسيارتك متهالكة!

داخل البلاد أماكن جميلة، تستطيع أن تزورها بالطائرة أو السيارة، تكلفتها أقل من السفر إلى الخارج!

هذه نماذج من الإجابات:
أنا أرتاح في السفر، زوجتي تحب السفرَ أيضًا، أما الأطفال فلا أستطيع أن أصفَ لك بهجتهم بركوب الطائرة والألعاب الجميلة. بصراحة لا يبرد رأسي إلا في السياحة الخارجيَّة. أصدقائي وأصدقاء زوجتي كلهم يسافرون، نحن لسنا أقل منهم شأنًا. إذا جاء الحجّ في فصلِ الشتاءِ حججنا. السياحة الداخليَّة لا تعجبني. ماذا لو ازدادَ الدَّين قليلًا وبقينا في سكنٍ مؤقت؟ الحياة قصيرة وأنا أحب الأنسَ والسفر. الزواج في ذيل قائمتي!

السفر من متع الدنيا الجميلة، فيه ما فيه من راحةِ نفس واطلاع على ثقافاتِ مختلفة، ومعارف جديدة، لكن هل يسبق -في الأولويات- المسكن والتعليم والأكل والشرب والطبابة، وغير ذلك من أولويات الحياة؟

من أصدق الأمثال الشعبية الجميلة في مجتمعنا: “على قدر لحافك مدّ رجليك”، ويبدو أن هذا اللحاف آخذٌ في القصر أكثر وأكثر يومًا بعد يوم وسنةً بعد سنة!



error: المحتوي محمي