إن قدرة الإنسان الذي يملك الثقة في النفس تتسع، وإن التخطيط لتحقيق أحلامه تزداد نضوجًا عند تقدم العمر، فعقلية النمو والتفكير والنظر إلى البعيد وهي عكس العقلية الجامدة التي تنحصر في الاعتقاد السلبي بأن الشخص ليس لديه إلا القليل في حياته، كما هناك عقلية الفعل بدلًا من الكلام، الإلهام والقدرة على تحفيز النفس، وإن كل عمل ناجح هو حصيلة فكرة عظيمة امتلكها الشخص.
فنحن كبار السن والمحالين على التقاعد، نملك من الخبرات العملية والحياتية ما يجعلنا قادرين على التمييز بين المهم والأهم، مما يتوجب معه حتمًا أن نكون أكثر سعادة في حياتنا، وأن نستفيد من أوقاتنا وممتلكاتنا، وأن نكون نماذج مشرقة، ينبغي ألا نلتفت إلى الآراء المحبطة التي تكسر كل ما بداخلنا من طموح وأحلام.
وإنني بهذه المناسبة السعيدة لن أحرمكم مما وصلني وتلقته مسامعي برسالة صوتية بمنتاج فني رائع سوف ينشر في الوقت المناسب، من إنسان حمل على عاتقه كامل المسؤولية سنوات طويلة من الزمن، حتى نال رضاء الله والشرف العظيم في خدمة دينه ثم وطنه ومحبة مجتمعه “قيادة وشعبًا “الأخ الكبير الغني عن التعريف الأستاذ والوجيه الموقر علي بن إبراهيم السبع (أبا زهير).
كلمات معطرة كالمسك، توجيهية معبرة من أديب وفنان وممثل مسرحي وتليفزيوني قدير قال بكل ما تحمله الكلمة من معنى: العمر واحد، ومن الأشياء المهمة لهذا الإنسان، ويجب أن يستغله في صورة كبيرة وواضحة، لذلك هناك كثير من الأدباء والفلاسفة لم يبدعوا إلا بعدما تجاوزوا الستين من العمر وأكبر مثال على ذلك “سقراط” الفيلسوف والحكيم اليوناني لم يمسك قلمًا إلا بعد الستين. مواصلًا القول: إذًا العطاء يجعل للإنسان قيمة، ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، العطاء جميل ولكن لا يستطيع المرء أن يستمر في الأخد فقط ولو فعل ذلك لما كان هناك بشر على وجه الأرض، فالحياة أخذ وعطاء وليست مرهونة بالعمر، إنما من عاش ليسعد الآخرين يرسل له من يسعده.
مؤكدًا في نفس الوقت -حفظه الله- أن على الإنسان ألا يفوّت عليه الفرصة، القوة الرفيعة من الدعم والتشجيع المعنوي من الدائرة المحيطة به، المحفزة ومحبة الخير للآخرين والتي تزود وتكسب من حولها مزيدًا من التألق والعطاء المستمر.
الثقة بالنفس تعني قدرتك على معرفة الأمور والعمل على ما هو حسن وترك ما هو سيئ وتصحيح الأمور الخاطئة في حياتك، وإن الإنسان في هذا الزمن الكبير والصغير، يعيش تطور التكنولوجيا كما أنه يدرك كل وسائل التواصل والحوار في العالم، فالعمر لا يعتبر عائقًا، وهو يملك المشاعر الفياضة والمقاومة الخلاقة للزمن مما يجعل فيه إنسانًا مبدعًا، محبًا للحياة ولديه الرغبة الحقيقية بالمحافظة على حيويته الذهنية وقوته الجسدية وروحه النبيلة، ويلتزم بأن يبقى إنسانًا سويًا بعيدًا عن تلك المشاعر السلبية التي يشوبها الفراغ والعزلة وأن يصر ببقائه كما كان في البداية من عمره وشبابه “إنسانًا جميلًا” بروحه وأخلاقه وعطائه وعضوًا نافعًا لمجتمعه ووطنه. فهل نحن لذلك فاعلون؟!