الـنـهـرُ إن جــفَّ فــلا تُـرتـجَى
إشـــراقــةٌ لــلـنـبـعِ والــمـنـهـلِ
والــغُــصُـنُ الــريّــانُ أزهــــارُه
لـيـست كـمـثلِ الـورقِ الـمُهمَلِ
والــكَــرْمُ ان أبــلـى عَـنَـاقِـيدَهُ
سـيـبحثُ الـبـلبلُ عــن مَـوئِـلِ
فاستفتِ هذا القلبَ ما عِطرُه؟
يـنـبِيكَ بـالـمستَعْذَبِ الـسَلْسَلِ
الـحـبّ مـا فـيه شِـفاءُ الـجوى
يعشقُه ذو الــشَـرَفِ الأطـــوَلِ
•—•~❖*❁*❖~•—•
لا تـنسوا الـفضلَ الـذي بـينكم
واصـطَـنِعوا الأجـملَ بـالأجملِ
فـالـجودُ روضٌ بــاذخٌ بـالـمُنى
والـبـخلُ كـالـمستنقعِ الـمُمْحِلِ
والـرفـقُ يُـمـنٌ ورفـيـقُ الـندى
وكـالـغـمامِ الـفـاضـلِ الـمُـسْبِلِ
مــن لان عــودا كـثـفت حـولَه
أغـصـانُه فــي روضــهِ الأمـثلِ*
عُـذُوبـــةُ البلبـــلِ مــن قَلبِـــه
وليــسَ مــن حُنجــرَةِ البلبــلِ
•—•~❖*❁*❖~•—•
يــا ذا الـعُلا صـبرَك نحو الـعُلا
فـالـصبرُ مِـرْقَـاةٌ إلـى الأفْـضَلِ
لـو لـم يكن في الجوِّ محلولِكٌ
مـا جـادت الـسحبُ ولم تَهْطِلِ
مــا ضَــرَّكَ الـنـائمُ عـن مـجدِه
يـلـوم إن طــرتَ ولــم تَـكْـسُلِ
أمــا تــرى الـشـلاّل مـن طـبعه
تــواضـعٌ فـــي مـائـهِ الـمـجزِلِ
والــغُـصُـنُ الــفـارغُ مـسـتـعلياً
يَــهْــزَأ بـالـمُـسْـتأنسِ الـمُـثْـقَلِ
•—•~❖*❁*❖~•—•
سـابق إلـى الـعلياء نحو الذُرَى
تَـنَـلْ صَــدى مـجدِك بـالمَحفلِ
يُـرَى الـشذى قـبل بـلوغ الربى
والــوردُ فــي اغـفـاءةِ الـسُنْبُلِ
واستَبــقِ الخَيـراتِ مُستَغرِقـاً
فـي اللهِ تَلْـقَ الأجـــرَ بالأكمـلِ
لابــد مــن سَـعـدِكَ بـعـد الـعَـنا
وكــــلُّ هـــمٍّ مــاكـثٍ يـنـجـلي
خُـلِـقْتَ والـمـاءَ فـكـن سـلـسلاً
وعـش نـقاءَ الـنهــرِ والـجَدولِ
• ورد عن سيد البلغاء والمتكلمين أمير المؤمنين عليه السلام: من لان عوده كثفت أغصانه.