
استضاف مسجد العقيلة زينب (ع) بالجش، ورشة بعنوان “الشباب والتخطيط للمستقبل”، ضمن فعالياته الأسبوعية مساء الأربعاء 17 ذو القعدة 1443هـ، بمشاركة المهندس السيد أحمد الربربة، وسط حضور شبابي كبير.
واستهل “الربربة”، الورشة بتوضيح مدى أهمية دراسة الوضع الحالي والمستقبلي لأبنائنا الطلاب، شارحًا ذلك للحضور بكافة فئاته من الكبار والصغار من الموظفين والطلاب والمتقاعدين، مؤكدًا على ضرورة معرفة كيفية التخطيط للمستقبل.
رحلة المستقبل
وأشار المهندس في مقدمة الورشة إلى أهمية رسم طريق رحلة المستقبل، معقبًا: “لكي نصل للمستقبل لابد أن نخطط له، وعندما نخطط لابد من وجود أهداف نتوجه لها لكي نصل من خلالها لغايتنا المستقبلية، ولكي نحقق أهدافنا لابد من اتخاذ القرار الذي يوضح الطريق لتحقيق الأهداف المرسومة وصولًا للمستقبل المخطط له”.
وناقش “الربربة”، مع الحضور كل مرحلة من المراحل الأربع بشكل موجز بداية بالمستقبل، حيث كان الاهتمام سابقًا يركز على المراحل الأخيرة للطلاب مثل مرحلة الثانوية العامة، بينما الآن توجهت بؤرة التركيز للاهتمام بالفئات العمرية الأصغر عن طريق برامج مثل: برامج موهبة، وبرنامج المسارات.
مهارات ومواهب
وتحدث عن أهمية المهارات وتطوير المواهب، قائلًا: “إذا أردنا أن نتكامل في هذا المجال فلا بد أن نعرف أهمية المهارات وتطوير المواهب، فنجد على سبيل المثال خلال الفترة الماضية الكثير من أولاد وبنات المجتمع يشاركون في مسابقات خارجية ويحصلون على مراكز متقدمة مشرفة محتفية بجهود البرامج المعدة لهم حيث توفر البيئة والاهتمام والدعم المناسب لرفع راية البلاد”، معللًا ذلك بحسن التخطيط بالشكل الصحيح لمستقبلهم، من خلال معرفة الأهداف الذكية والأولويات بالشكل المناسب.
وتطرق خلال الورشة، للأهداف التي يجب أن يحددها الآباء والأبناء سلفًا عند رسم المستقبل، وتقسيمها من أهداف كبيرة إلى أهداف أصغر ثم أصغر ليتمكنوا من تحقيقها في النهاية وبلوغ الهدف المنشود معتمديت على الزمان المطوب للوصول إليها، لافتًا إلى عملية اتخاذ القرار التي يجب أن تُبنى بشكل علمي، مدروس من حيث المقاييس والأهداف وتحديد الوجهة وتعيين الحلول، واختيار أفضلها؛ لضمان تحقيق الأهداف والمقاييس الموضوعة.
وانتقل بعد ذلك “الربربة” إلى المحور الثاني من حديثة، ووجّه خلاله عدة رسائل متنوعة توعوية للشباب حيث تناول مواضيع مهمة، على رأسها المهارات الناعمة والتجارب واختيار الرفقة الجيدة والتركيز على المهارات غير الأكاديمية، وترك الانطباع الجيد للآخرين، والتعلم الذاتي، وتكوين العلاقات واستدامتها.
نصائح للشباب
ونصح المهندس الشباب الذين يحتارون في اختيار تخصصهم بأن يتبعوا ثلاثة طرق مباشرة لتسهيل الاختيار الصحيح، متابعًا: “أولًا استثنِ التخصصات التي لا تناسبك ولا تريد دراستها، ثانيًا ضيّق نطاق التخصصات ومجالها ومسارها، فمثلًا لا يجب أن تحتار بين الطب والهندسة للفرق الكبير بينهما، ولكن اختر المجال ثم فكر في التخصص، وثالثًا فكر بطريقة عكسية، وفكر ما هي الوظيفة التي تريد العمل بها مستقبلًا، ثم فكر في التخصصات التي يجب دراستها للوصول إلى هذه الوظيفة”.
أخطاء شائعة
وذكر “الربربة” أبرز الأخطاء الشائعة التي يمكن أن يقع فيها الشباب عند اختيار تخصصهم، مؤكدًا أنه يجب عدم اختيار التخصص لأنه صعب عند البعض، أو مثلًا الاختيار لراتبه العالي، أو لمعرفة أصدقاء في نفس العمر يدرسون هذا التخصص، موضحًا أن الأفكار المغلوطة والصور النمطية غير الصحيحة تجعل الكثير يختار تخصصًا ما ولا يستطيع أن يكمله في النهاية.
وأكد في نهاية الورشة، على ضرورة توافر الحب والشغف والرغبة في اختيار التخصص من جانب، مع القدرة على دراسة التخصص من جانب آخر، وعدم تجنب دراسة سوق العمل المناسب لهذه الوظيفة عند الاختيار.
رسالة لأولياء الأمور
واختتم المهندس حديثه بتوجيه رسالة لأولياء الأمور مفادها: “يجب مراعاة اختلاف الوضع الدراسي وسوق العمل بين الزمنين، حتى لا يتم فرض أفكار على الأبناء قد تكون قديمة في سوق العمل، ومن هذا المنطلق علينا ألا ننتقص من خبرة الآباء والأمهات وأولياء الأمور، لكن لا بد من اختيار الأبناء مساراتهم بقرار من أنفسهم لجعلهم أكثر نضجًا، ويرافق ذلك نصائح وتوعية”، منوهًا بأهمية حضور أولياء الأمور الندوات، والمحافل الثقافية لكي يتشجع الأبناء على الذهاب لها ولتجديد المعلومات حول تطورات الوضع، قائلًا: “كلكم شباب، لأنه يكبر الإنسان حين يقف عن التعلم”.