منذ اللحظة الأولى لاضطرار الدول الأربع المكافحة للإرهاب لاتخاذ إجراءات ضد حكومة قطر، أكدت هذه الدول أن هذه الإجراءات ليست موجهة أبدا للشعب القطري الشقيق الذي هو محل اهتمامها وتقديرها، وإنما هي إجراءات ضد سياسة حكومته التي تبنت عبر سنوات سياسات مناوئة لمصالح دول المنطقة وشعوبها، وقد كان واضحا أنها لا تهدف أبدا المساس بمصالح مواطني دولة قطر خاصة، وأن أصواتا مخلصة عديدة من أبناء هذا الشعب الشقيق أعربت عن عدم رضاها عن سياسة الدوحة وخروجها عن الإجماع الخليجي والعربي. وتجيء مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه حجاج قطر لتؤكد هذه الحقيقة مرة أخرى، وهي تتضمن السماح لهم بالدخول إلى المملكة لأداء فريضة الحج دون تصاريح إلكترونية من منفذ سلوى أو عن طريق الجو، بل ونقلهم حتى من مطار الدوحة إلى البقاع المقدسة ونقل من يرغب منهم عن طريق مطاري الأحساء والدمام لمن يدخل عن طريق منفذ سلوى ويود مواصلة السفر عن طريق الجو، كل ذلك على نفقة خادم الحرمين الشريفين وفي ضيافته ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لاستضافة الحجاج..
كل هذه الإجراءات، تؤكد مصداقية موقف المملكة تجاه شعب قطر وحرصها على روابط الأخوة التي تجمع هذا الشعب مع أشقائه في المملكة والدول العربية والإسلامية عامة، في الوقت التي تتخذ فيه حكومة الدوحة مزيدا من التعقيدات للأزمة والارتباط مع قوى إقليمية ما زالت تؤكد يوما بعد يوم أطماعها في المنطقة والتآمر ضد أمنها واستقرارها بدل أن تستجيب للمطالب المشروعة للدول الأربع.. إضافة إلى لجم بعض المنابر والأقلام التي تحرص على القلاقل وتثير الفتن، ففي الوقت الذي كانت فيه الشعوب العربية والإسلامية تتطلع إلى أن تستجيب الدوحة لصوت العقل ولوساطة سمو أمير دولة الكويت، وفي الوقت التي تبدي فيه الدول الأربع حرصها على إنهاء الأزمة بما يحقق مصلحة المنطقة والعالم، ما زالت الدوحة تصم أذنيها عن الاستماع إلى صوت العقل والعودة عن الطريق المجهول الذي تسير فيه والذي لا يعلم عواقبه على شعب قطر إلا الله.. وما زالت شعوب المنطقة وفي مقدمتها شعب قطر تأمل أن تتغلب الحكمة إن كان منها بقية على أصوات الفتنة التي تؤججها أياد خفية تتحكم في سياسة قطر الحالية.
أما قرار خادم الحرمين الشريفين تجاه حجاج قطر فهو أمر لا يستغرب من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، الذي رفع للمقام السامي طلب الاستجابة لوساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، كما أنه يؤكد مرة أخرى حرص المملكة وقيادتها على شعب قطر الشقيق وتجنيبه أي آثار سلبية لسياسة حكومته.. شكرا يا خادم الحرمين الشريفين.. وأهلا وسهلا بالأشقاء من قطر.