ما قصّرتم حبايبنا

أسدل الستار على البطولة الخليجية الـ38 للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد والتي أقيمت في دولة الكويت الشقيقة وخرج كل فريق بما هو مقدر له. كبقية المسابقات في نهاية المطاف هنالك بطل واحد فقط متوّج بالكأس يستحق منا التهنئة والإشادة على ما قدمه من مردود طيب طوال المسابقة وحظ أوفر لبقية الفرق في قادم المسابقات.

لا يوجد لاعب أو مشجع يتمنى الخسارة لفريقه، كل الفرق المشاركة كانت تمني النفس بحصد لقب البطولة لكن لكل مسابقة معطيات ومتطلبات وظروف وجزئيات تختلف عن بقية المسابقات الأخرى. كانت الترشيحات والتوقعات تعطي أفضلية فرق على أخرى اعتمادًا على مستوى وخبرة وتاريخ تلك الفرق ولكن في النهاية الملعب هو الفيصل. عدم الحصول على الكأس لا يقلل من شأن ومكانة هذه الفرق على خريطة كرة اليد الخليجية. مناقشة وتحليل أسباب الإخفاق من النواحي الفنية وغيرها واتخاد خطوات جادة لإصلاح مكامن الخلل هي خطوة مهمة لمن يريد المنافسة على قادم الألقاب.

نتيجة مباراة واحدة وإن كانت غير متوقعة من أشد المتشائمين لا تغير من حقيقة أن مضر عالمي ويظل رقمًا صعبًا في كرة اليد السعودية والآسيوية بالرغم من قلة الإمكانيات. الكواسر في صدارة الفرق السعودية حيث بلغ كأس العالم للأندية لكرة اليد (سوبر جلوب) 2023 للمرة الثالثة في تاريخه منفردًا في عدد المرات عن بقية الأندية السعودية. كما تأهلت الكواسر المضراوية إلى البطولة الآسيوية (2023). كما هو الحال في بقية البطولات الدولية والقارية، الوصول والتنافس مع أعتى الفرق العالمية في اللعبة يقتصر فقط على فرق النخبة ومضر أحد هذه الفرق.

الوقفة الصادقة من جميع أطياف المجتمع السعودي مع كواسر الوطن سواء عن طريق الحضور في المدرجات أو تبنيهم شعار “كلنا مضر” في ساحات التواصل الاجتماعي إنما هو تجسيد لروح الوحدة الوطنية وانعكاس لما يتمتع به أبناء مملكتنا الحبيبة من أخلاق عالية. فنادي مضر في البطولة الخليجية الـ38 للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد والمقامة في دولة الكويت الشقيقة هو ممثل الوطن وسفير كرة اليد السعودية في هذا العرس الخليجي وأبناء مضر العالمي هم كواسر وجنود الوطن سواء في هذا المحفل أو غيره من البطولات الدولية والقارية.

الحضور اللافت لجماهير العالمي المضراوي خلال فترة البطولة جعل البعض يشك بأن البطولة تقام على صالة الأمير نايف الرياضية بالقطيف والتي تبعد أقل من خمسة عشر كيلومترًا عن القديح، البطولة تقام على أرض دولة الكويت الشقيقة وفي ضيافة أهل الكويت الكرام وبالتحديد على صالة سعد العبدالله بمدينة صباح السالم الكويتية التي تبعد أكثر من أربعمائة وسبعين كيلومترًا عن محافظة القطيف، أما بخصوص الزحف الجماهيري فالكويت ليست أبعد مسافة من قطر ولبنان حين استضافت البطولات الآسيوية! أستشهد في هذا المقام بالمقولة الشهيرة والتي دائمًا ما يرددها المعلق الرياضي الشهير عصام الشوالي “لا جديد يذكر ولا قديم يُعاد”، فهذا ليس بمستغرب أبدًا ولا جديد على أهل القديح الأخيار والجماهير الوفية والمخلصة والمؤازرة للفريق المضراوي، فهذه الجماهير العاشقة للأملح والبرتقالي تحط رحالها أينما حل ممثل الوطن “وين ما يروح الأملح أنا وياه”.

الجماهير المضراوية تلقت الإعجاب والإشادة من محللي القنوات الرياضية والفرق المنافسة ووسائل الإعلام الناقلة لهذا التجمع الخليجي. تكبد عناء السفر وحضور مثل هذه الأعداد الغفيرة في مباريات كرة اليد ليس مشهدًا مألوفًا في كثير من الدول حتى الخليجية منها لكن جمهور المضراوي العالمي غير وأصبح يضرب به المثل. إنه العشق للشعار ما يحرك كل هذه الحشود لتقف خلف فريقها وتسانده. الجمهور الراقي للمضراوي العالمي ترك بصمة مميزة وأعطى دروسًا في ثقافة التشجيع وأضفى نكهة خاصة بأهازيجها وشيلاتها على هذا العرس الخليجي. فأذا كان في هذه البطولة من يستحق لقب البطل غير المتوّج فهو بكل جدارة واستحقاق جمهور المضراوي العالمي. جمهور نرفع له القبعة احترامًا وتقديرًا لما قدموه وبذلوه من جهد، كل كلمات الإعجاب والثناء لا تفي هذا الجمهور العاشق حقه. عساكم دوم على القوة يا عيال الديرة وما قصّرتم حبايبنا.



error: المحتوي محمي