لا بأس إن كسرت الحياة ظهورنا وأذاقتنا مرارتها، لا بأس إن فشلنا وسقطنا في قاع اليأس، لا بأس إن كُسِرَت قلوبنا وخُذِلنا من أقرب الناس إلينا، لا بأس إن تخلّى عنا من تشبّثنا به وضحّى بنا من تنازلنا عن حياتنا لأجله.
الحياة ماضية والوصول للنضج وفهم الدرس يتطلب أثمانًا باهظة. ومازلنا ندفع ثمن التعافي من كل شيء بصمت. لا تليق بنا الشكوى بعد وصولنا لهذا العمر من التجربة.
فالحياه لا تستحق كُل ذلك التأثر ترحل مصاعب وتأتي غيرها تموت ضحكات تُولد أخرى يذهب البعض يأتي أخرُون مُجرد حياة.
فلا أسفَ على دُنيا سَترحل
إنَّما الأسفُ على دِينك إذا ضَيعته لِأجلِ دُنيَا
اللهم أنت حسبي حين تضيق الحياة، وأنت المنتصر حين يغلبني الوجع، وأنت عوني ونجاتي حين أفقد الحيلة.
مهما تداعينا قوة الشخصية إلا أننا نحتاج في أوقات كثيرة؛ نحتاج إلى يد حنونة تربت على كتفنا، نحتاج لحضن دافئ يحتوينا حيث لا يوجد سواه، مَن مِنا لم يشعر يومًا بدموع حارة تقف على أعتاب عينيه، تريد أن تنهمر على كتف حبيب أو صديق؟!
مَن مِنا لم يشعر يومًا بغصة عالقة في صدره من شدة الألم، يريد حينها أن يصرخ بأعلى صوت حتى يفجر هذا الكم من الآه والوجع العالق به أحيانًا تنزف دواخلنا، عقولنا تنهار وقلوبنا تشهق ولا أحد يدري بنا سوى خالقنا!
ليس معنى ذلك أننا نتسم بالضعف! كلا! لا بأس إن تداعت قوتنا فأحيانًا تحتاج لهذا الضعف، الضعف الذي يبكينا ليجعلنا نكف يومًا عن السقوط.
وحين يأتيك أحدهم لاجئًا إليك، فأحسن احتواءه وأكرم قلبه، فما أتاك إلا لأنّه رأى فيك، الأمان فلا بأس أن تكون اليد الحنون والقلب الرؤوم.