استضاف مسجد العقيلة زينب (ع) بالجش، محاضرة بعنوان “تعزيز القدرات الإبداعية لدى الشباب”، ضمن فعالياته الأسبوعية، مساء الخميس 9 ذو القعدة 1443هـ، بالتعاون مع الاختصاصي النفسي ناصر علي الراشد، وبمشاركة 300 شاب وشابة حضوريًا وعبر برنامج “زووم”.
وتضمنت المحاضرة عدة محاور، منها؛ توريث السمات الشخصية للأجيال، وكيفية رسم مستقبل الأبناء، وكيفية تكوين العادات الإيجابية لدى الأبناء (عادات النجاح).
وأجاب “الراشد” عن التساؤل حول إمكانية أن يرث الأبناء الصفات الشخصية والثقافية من الآباء؟ وهل يرثون الصفات العقلية فقط؟، مستشهدًا بالدراسات الحديثة التي أثبتت أنه بالإمكان للأبناء أن يرثوا من آبائهم الصفات والسمات الشخصية والإبداعية والسلوكية، وليس كما يقول القدماء عن وراثة الصفات العقلية فقط.
وأوضح المحاضر أن العلماء خرجوا بعدة نتائج من هذه الدراسات ومنها: التدرج في الخبرات الذي يمنع الفشل كما قال الإمام علي عليه السلام: “لقد أخطأ العاقل اللاهي الرشد وأصابه ذو الاجتهاد والجد”، معقبًا: “السلوك الإنساني ينطفئ إذا لم يعزز، والمواقف الحياتية تصنع المستقبل، والبيئة هي التي تولد الخبرات والتعلم لدى الفرد”.
وذكر “الراشد” أن ما يتعثر به الفرد من علاقات مع زوجته وأبنائه ومحيطه يكون نتيجة لما اكتسبه من خبرات من والديه.
وتطرق “الراشد” إلى سؤال؛ كيف نرسم مستقبل أبنائنا؟ موضحًا أن هناك طرقًا عديدة لرسم مستقبل الأبناء وتوجيههم إلى الأفضل، لكي يكونوا قادرين على تحديد أهدافهم ورسم مستقبلهم، ومنها: تغيير العادات السلبية لدى الأبناء من فكرة لا أستطيع إلى فكرة أستطيع، والاهتمام بالمكون المعرفي لدى الأبناء كما قال الإمام علي عليه السلام: “إنما قلب الحدث كالأرض الخالية أيما ألقي فيها قبلته”، مضيفًا أن هناك ضرورة للاهتمام بالمكون العاطفي والمشاعر لدى الأبناء، وتعليمهم حسن الاختيار، بالإضافة إلى مشاركتهم وانضمامهم للمؤسسات الإيجابية في المجتمع، مما يخلق عندهم قيمًا نبيلة وفضائل كريمة كالأسرة والمسجد والجمعية الخيرية وغيرها.
وتابع: “يجب تعليم الطفل إبداء رأيه في المواقف الاجتماعية عن طريق التعليم الإيحائي، كما أن العادات السلبية من السهل اكتسابها أما العادات الإيجابية فتحتاج لجهد وصبر وينبغي الانتباه”.
وطرح “الراشد” بعد ذلك سؤالًا ثالثًا وهو؛ كيف نكون عادات إيجابية للأبناء “عادات النجاح”؟ حيث بيّن أنها تحتاج إلى أمور ومنها: تنظيم الوقت وهو الأهم، ووضع أهداف واضحة في الحياة، وزرع الثقة بالنفس لدى الأبناء، وضبط الانفعالات، وزرع قيم التسامح والأخلاق لدى الابن من خلال التعامل، إضافة إلى إعطاء الفرصة للابن لاتخاذ قراره لتنمية شخصيته.
وفي ختام المحاضرة، تم تبادل الأسئلة المهمة مع المشاركين حول محاور المحاضرة ودار نقاش فعال وهادف، وبعد ذلك تم تكريم الاختصاصي النفسي ناصر الراشد من إدارة المسجد وكوادره.