بعد أن قرأت لا تصمتي..
خرجت عن صمتها قالت:
الصمت يا سيدي أبلغ من الكلام..
رسالة وبوح دون ملام..
الصمت لغةٌ للتعبير..
ومرآة لمكنون الروح..
من نبل خُلق وحُبٍ ونبضٍ..
حس وشعور..
وصبر وتقدير..
الصمت يا سيدي، صندوق..
فيه من الأسرار..
ألم وأمل..
عزيمة وإصرار..
سلام وحرب..
حُب وبغض..
هدوء وضجة..
عقل وفكر..
جنونٌ واتزان..
الصمت كالبحر في هدوئه..
لا يفضحه إلا هدير الموج..
إذا أثارته الريح وهاجت به العواصف..
مثلُ حُبك..
يجتاحني كالطوفان..
كيف لي أن أصمت عن حُبك!
وأكتم حُبًا يملأني..
وكل المعطيات،
تؤكده، تثبته..
ونظرة عيوني له برهان..
إني أُحبك.. بصمت دون عنوان..
فلا سلطة لي على قلبي!
حين استجاب لك..
واختار أن ينبض بك،
وخطواتي تمشي الدروب معك..
فصرت بدري إذا جن الليل وأظلم المساء..
وضياء شمسي إذا لاح الفجر في أفق السماء..
بعض الأحاسيس تُكتم ولا تباح..
يبديها التلميح..
وتفضحها نظرات العيون..
تدركها الروح وتفسرها بعض الوقائع..
يا من أشعلت الإحساس..
أقبل! وأشغل المكان..
وأدرك الزمان..
قبل فوات الأوان..
فأنت قدر ولست محض صدفة..
فعيوني بك تبدو مختلفة..
أما شعرت برجفة يداي؟!
ورعشة جسدي..
ودقات قلبي والخفقان..
حكايا الصباح لا تنتهي..
فثمة قلب بك ينبض..
وروح بك تحيا..
وزهرة تتفتح لأجلك..
فهل بعد هذا تقول..!
لا تصمتي..
رغم كل هذا الحُب..
كيف لي ألا أصمت!
فأنا منتزعة الحقوق..
وكيف لي أن أبوح حُبًا يملؤه العقوق..
فهناك سر يولد ويموت..
ولا يفصح عنه..
حُبًا كالموءودة!
غير قابل للبوح..
حُبًا مدفونًا..
الصمت يا سيدي..
صرخة في العمق..
فبعض الكلام لا يقول شيئًا..
وبعض الصمت يحكي كل شيء..
فكيف لي ألا أصمت عن حُبك؟
فالصمت لغة العظماء..
وأنا عظيمة..
في داخلي حُب..
لا أقدر البوح به إلا لك، وبين السطور..