في القطيف.. 60 كادرًا يرفعون مستوى الوعي بـ مرض الربو.. والرمضان: التعايش معه علاج لتجنّب النوبات

شارك 60 كادرًا صحيًا وفنيًا وتطوعيًا في حملة تثقيفية وتوعوية بمرض الربو لدى الأطفال، مؤكدين على ضرورة الكشف عنه وتشخيصه في عمر مبكر، من أجل علاج الأعراض الناتجة عنه؛ لتجنّب مضاعفاته التي تؤثر على صحة المصاب به مستقبلًا حتى يستطيع التعايش معه بشكل طبيعي، ويحقق أهدافه الشخصية والاجتماعية، ويشارك في بناء المجتمع بصورة صحيحة.

جاء ذلك في فعالية الاحتفاء باليوم العالمي بالربو لدى الأطفال، والتي حملت شعار “سد الفجوة في الرعاية الصحية لمرضى الربو”، المنظمة من قسم الأطفال بمستشفى القطيف المركزي، والتي اختتمت يوم الخميس 9 يونيو 2022م، بعد أن امتدت يومين متتاليين، بمجمع سيتي مول بالقطيف.
وهدفت الفعالية إلى التعريف والتثقيف بالنصائح العامة لمرضى الربو، وتوضيح الأعراض والمضاعفات المصاحبة له، مع الكشف عن العلاجات المستحدثة التي تحد من المضاعفات، وكيف يمكن استخدامها بطريقة صحيحة وتحت إشراف طبي مختص، مستهدفةً جميع الفئات العمرية من كلا الجنسين، مع التركيز على الأطفال المصابين بالربو أو ما يسمى بحساسية الصدر.
وضمت الفعالية 8 أركان صحية وتعريفية؛ بدأت بركن الاستقبال والتسجيل، تلاه بشكل تسلسلي، ركن التعريف بمرض الربو، ومسببات ومهيجات الربو داخل المنزل وخارجه والوقاية منها، وحساسية الصدر عند الأطفال الرضع، والرياضة والربو، وتشخيص الربو وطرق التحكم به، وأدوية الربو، وأخيرًا كيفية استخدام أدوية الربو.
ونفّذت الفعالية بإدارة استشارية أطفال وأمراض حساسية ومناعة لدى الأطفال الدكتورة منى المرشود.
وفي ضوء ذلك، تحدث المتحدث الإعلامي للفعالية استشاري طب عام الأطفال وطب الجهاز التنفسي للأطفال الدكتور علي حسين الرمضان لـ«القطيف اليوم» عن مرض الربو، مبيّنًا أنه يُعد من الأمراض المزمنة، ويصيب القصبات الهوائية، وينتج عنه التهاب وضيق الممرات التنفسية، مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية، ويؤدي إلى نوبات متكررة، مصحوبة بصوت صفير بالصدر وكحة جافة أو سعال وبلغم، يعقبها ضيق تنفس، مشيرًا إلى أسبابه التي تصنف بين وراثية أو بيئية وتنتشر في المنزل وخارجه، وتختلف شدتها من شخص لآخر بسبب اختلاف المهيّج.
إحصائيات
وذكر الرمضان أنه تم الإبلاغ عن معدل انتشار مرض الربو الإجمالي لدى الأطفال  في المملكة، وهو من 8% إلى 25% بناء على الدراسات المحلية التي أجريت على مدى العقود الثلاثة الماضية، بحسب ما أعلنت عنه المجموعة السعودية للربو والحساسية التابعة لجمعية طب وجراحة الصدر في مقالتها بمجلة حوليات طب الصدر، عام 2021م، والتي تعتبر عالية وفي ازدياد سنوي، لافتًا إلى أن النسبة المكتشفة 25% فقط، وتمثل قمة الجبل التي تم تشخيصها فقط عند الأطفال، وعليها يجب ألا يغفل عن وجود حالات غير مشخّصة.
ضرورة التوعية
وطالب “الرمضان” بضرورة التوعية على مستوى أطباء الأسرة في المراكز الصحية لاكتشاف المرض بشكل مبكر كونه مزمنًا ويمكن التعايش معه، بعد تشخيصه عن طريق أخذ السيرة المرضية للمريض والتاريخ المرضي لعائلته، كونه ينتقل من جيل لآخر، ويزداد عند الأبناء والأحفاد، مع وجود أمراض الحساسيات الربو مثل؛ حساسية الأنف والجيوب الأنفية، وحساسية الأطعمة، وحساسية الإكزيما الجلدية، مبيّنًا أنه يمكن أن يبدأ الشخص بحساسية إكزيما وعندما يكبر يصاب بحساسية أنف أو صدر.
نقاط توعوية
وأكد على نقاط توعوية مهمة جدًا يجب اتباعها لأي شخص مصاب بالربو؛ أولها ضرورة تشخيص الربو بدقة لوجود أمراض كثيرة يمكن أن يصاب بها الشخص وبنفس الأعراض، سواء أكانت أمراضًا تنفسية أو أمراض عيوب خلقية لها أعراض مشابهة، مشددًا على تجنّب المهيّجات، والالتزام باستخدام البخاخات تحت إشراف طبي لاختصاصي لنفس المرض وليس نصائح المجربين، والمتابعة مع طبيب الأسرة في المركز الصحي أو طبيب أطفال أو استشاري الأمراض الصدرية، واستشاري الأمراض التنفسية في الحالات الصعبة المزمنة والمتقدمة التي تحتاج للعناية المركزة.
وحول حجم الإصابة عند الأطفال، أوضح “الرمضان”، أنه ليس هناك عدد معين كون المرض موسميًا، وبعضهم يأتي للمراجعة في فصل الشتاء، مشيرًا إلى وصول عدد الأطفال المصابين دون 14 عامًا لعدد 1935 لعيادته خلال عام 2019م.
توصيات
وأوصى “الرمضان” بأهمية التوعية والتعريف بإرشادات مرض الربو والأمراض التنفسية وتطبيق الإرشادات العامة، ومنها؛ لبس الكمام وتطبيق التباعد بين الأشخاص في الأماكن العامة، والحرص على النظافة الشخصية وغسل اليدين، بالإضافة لأخذ التحصينات السنوية التي تقي من الإصابة بنسبة 80%، مثل لقاح الإنفلونزا ولقاح المرضى الأطفال الخدج ضد مرض المخلوي التي تؤخذ قبل فصل الشتاء بشهر، ولمدة خمسة أشهر ضد الأمراض الفيروسية، والتي تكون آمنة للجميع.
فيروس كورونا والربو 
ونفى الرمضان وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كورونا وزيادة عدد النوبات لمرضى الربو وأن يكون عامل خطورة لمرضى الربو فقط، وقال: “إنه عامل خطورة لفئات كثيرة من الأمراض وعلاقته في زيادة النوبات واحتمال دخول المستشفى، لكن هناك حالات لها خطورة عالية مع أمراض؛ الضغط والسكر، والسمنة والشرايين، وأصابتهم بكورونا قد تزيد من الاعتلال والإصابات”.
وأرجع السبب وراء عدم استطاعة بعض المراجعين المشخصين بربو السيطرة على الأعراض والتحكم فيها، إلى أنه تبيّن مع البحث وجود مهيّج في المنزل مثل تدخين أحد الوالدين، وتربية طيور وحيوانات أليفة ذات فراء، ووجود حشرات مثل الصراصير، التي تعتبر مهيّجة مع استخدام البخاخات والأدوية.
وحذّر من صرف الأدوية لمرضى الربو دون استشارة طبية، ومنها أدوية الكورتيزون التي يجب أن تصرف بإشراف ومتابعة طبية، مستطردًا بأن هناك أسبابًا تزيد من النوبات ومنها؛ الإصابة بحساسية الأنف، ونقص فيتامين دال غير معالجين، وعدم ممارسة الرياضة، والتعرض إلى الروائح ومنها البخور والمنظفات.
يشار إلى أن الفعالية دشّنها مدير الخدمات الطبية بمركز القطيف الدكتور حسن الفرج يوم الأربعاء 8 يونيو 2022، بحضور عدد من الكوادر الإدارية والصحية بالمستشفى وزوار الفعالية.



error: المحتوي محمي