من سيهات.. مكالمة هاتفية تهب مساعد مدير مركز التنمية بالقطيف الحياة.. علي المشامع يهدي كليته لابنة أخته فاطمة اليوسف

مر عام على الاتصال الذي غيّر مجرى حياة الشّاب علي المشامع، بعدما قرر التبرع بكليته إلى ابنة أخته التي تُعاني من فشل كلوي حاد بنسبة 90%، فور علمه من شقيقته بحاجتها لزراعة كلى، وطلبها منه إيجاد متبرع لإنقاذ ابنتها؛ ليرفض البحث عن متبرعٍ ويعلن استعداده التّام بالتّبرع لها دون تردد، مُتوكلًا على الله في ذلك الأمر.
ويروى ابن مدينة سيهات، لـ«القطيف اليوم» قصة التبرع التي بدأت مُنذ تلقيه اتصالًا هاتفيًا من شقيقته حتى إعلان قراره بمساعدة ابنة أخته، وإجراء العملية التي تكللت بالنجاح.
البداية 
تعود القصة قبل 5 سنوات عندما كانت تنتظر فاطمة أحمد يوسف اليوسف، والتي تعمل مساعد مدير مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، وضع نجلها الأول أحمد، لكنها بعد الولادة فوجئت بتدهور حالتها الصحية، ليشخصها الأطباء بقصور في الكلى من الدرجة الثانية؛ نتيجة تسمم الحمل، وقد استقرت الأمور لديها آنذاك، واكتفت بمراجعة الأطباء في المواعيد المحددة، إلى أن تعرضت لمضاعفات أكبر في شهر رمضان بالعام الماضي، ليصل القصور إلى الدرجة الخامسة والأخيرة، فخضعت بعدها لمتابعة شهرية بعيادة رعاية الكلى في مستشفى القطيف المركزي، للمحافظة على مستوى السموم في الجسم حتى لا تحتاج إلى غسيل كلوي؛ لتبدأ رحلة البحث عن متبرع.
سُؤال ملحّ
ويسترجع “المشامع”، الأحاديث التي دارت بينه وبين ابنة شقيقته فور علمها بقراره، موضحًا أنها رفضت في بداية الأمر أن يكون هو المتبرع لخوفها الشّديد عليه، خاصة لما بينهم من ذكريات وروابط قوية، فقد كانت دائمًا تطرح سُؤالًا ملحًا عليه، مفاده: ألم تُغيّر رأيك؟ وكان جوابه دائمًا: “لو أنَّ هذا الطلب جاء من الغريب ما تأخرت عنه، فكيف بأحد من أقرب المُقربين لي”.
لتكتمل الملحمة الإنسانية وتوافق ابنة شقيقته نزولًا على رغبته، ويقومان في اليوم التالي بعمل الإجراءات والمراجعات الطبية اللازمة، حتى أجريت العملية يوم الخميس الماضي 3 ذو القعدة 1443، والتي تكللت بالنجاح.
وعن خطوة الإقدام على التبرع، قال “المشامع”: “الحمد لله إلى الآن لم تنتابني ذرة خوف؛ لأنَّ الهدف لدي كان أهم من الخوف، وهو صحة ابنة أختي، والخوف كان مُنحصرًا في نقطتين، وهُما: عدم التّطابق، وفشل العملية”.
مبادرة لا تُنسى
فرصة جديدة للحياة والأمومة والعمل وهبها الخال لـ فاطمة التي لن تنسى أبدًا مبادرته ورغبته في التبرع لها بالكلى دون تردد، والتي استطردت خلال حديثها معنا أنها بدأت الفحوصات والإجراءات في شهر صفر واستمرت في المتابعات ما يُقارب السنة لحين ظهور نتائج التطابق مع خالها، متابعة: “بلغونا الأسبوع الماضي بتتطابق التحاليل ودخلنا المستشفى يوم الأربعاء 2 ذو القعدة 1443، وأجريت العملية يوم الخميس ومازلنا في المستشفى لمتابعة الزراعة في مستشفى الملك فهد التخصصي”.
تثقيف وتوعية
أشهر طويلة مرت على “اليوسف”، وهي تنتظر نتائج الفحوصات لتتعافي من أصعب الأمراض التي يصاب بها الإنسان، على حسب وصفها، ولكي تنتهي من المعاناة والخوف من جلسات غسيل الكلى، وأثناء ذلك كان أكثر ما يؤرقها ويقلقها هو التفكير في عدم وجود متبرع في حالة عدم تطابق التحاليل والفحوصات مع خالها.
واختتمت حديثها، مؤكدة أن أكثر شيء يقلق مريض الفشل الكلوي هو الخوف من عدم وجود متبرع، مما يحتاج إلى دعم وتثقيف وتوعية واسعة بالتبرع للآخرين؛ لإنهاء معاناة الكثير من المرضى، ومساعدتهم في البحث عن النجاة.


error: المحتوي محمي