الشُّعَرَاءُ لَا يَخْدَعُونَ الْحُبَّ

ظَنُّوا بِأَنَّ الْحُبَّ مَرْتَعَ سَائِمَة

دَاسُوا بِجَهْلٍ عِلْمَهُ وَمَعَالِمَهْ

 

جَذَبُوهُ مَقْهُورًا لِغَيرِ مَحَلِّهِ

بَلْ حَطَّمُوا أَرْكَانَهُ وَدَعَائِمَهْ

 

صَدَأَتْ قُلُوبٌ بِالْمَحَبَّةِ عُمْقُهَا

طَرَفُ اللِّسَانِ بِقَولَةٍ مُتَنَاغِمَة

 

كَذَبُوا فَجَاؤُوْا بِالْحَدِيْثِ مُزَوَّرًا

وَبِغَفْلَةٍ خَدَعُوا قُلُوبًا نَائِمَة

 

خَدَعُوْا بِذَلِكَ فَاشْرَأَبَّتْ حَوْلَهُمْ

أَعْنَاقُ مَنْ ظَنُّوْا الْمَحَبَّةَ قَاتِمَة

 

وَرَمُوْهُ فِيْ بَحْرِ الظَّلَامِ فَأَظْلَمَتْ

وَاللُّبُّ عَنْ زَيْفِ التَّلَمُّعِ سَالِمَة

 

صَعَدُوْا بِهِ كَيْ يُسْقِطُوْهُ بِعُنْوَةٍ

فَتَعَثَّرَتْ أَقْدَامَهُمْ بِسَلَالِمِه

 

وَتَسَابَقُوْا كَيْ يَقْتُلُوْهُ بِجَمْعِهِمْ

شُلَّتْ لَهُمْ أَيْدٍ تَمَسُّ قَوَائِمَهْ

 

أَيُّ الْمَلَاحِمِ فِيْ الْمَحَبَّةِ لَمْ تَزَلْ

حُبْلَى بَأَحْلَامِ الْأَحِبَّةِ حَالِمَة

 

يَا أَيُّهَا الْمَخْدُوعُ مِنْ كَلِمَاتِهِمْ

لَا تَفْسِدَنَّ عَلَى الْقَصِيْدِ مَرَاسِمَهْ

 

مَهْلًا عَلَى لَوْمِ الْقَصِيْدِ كَآفَةٍ

تَهْدِيْ الْمُخَادِعَ زَيْفَهُ وَتُقَاسِمَهْ

 

فَالشِّعْرَ تَهْذِيْبٌ وَجَبْرُ خَوَاطِرٍ

لَا يَسْتَحِقُّ شَمَاتَةً أَوْ لَائِمَة

 

أَوَمَا قَرَأْتَ الشِّعْرَ يُنْبِتُ مُزْهِرًا

بِالْحُبِّ يَتْلُوْا مَنْ يَشَاءُ عَزَائِمَه

 

أَمْ كَيْفَ تَرْمِي بِالسَّذَاجَةِ فِكْرَةً

جَهْلَاءَ فِيْ حَقِّ الْقَصَائِدِ عَائِمَة

 

أَعْنِيْكَ يَا هَذَا وَظَنِّي لَمْ يَزَلْ

أَنَّ الْمُخَادِعَ يَسْتَبِيْحُ غَنَائِمَهْ

 

لَا ذَنْبَ لِلشُّعَرَاءِ يَا هَذَا فَقِفْ

إِنَّ الْقَصَائِدَ فِيْ ذَرَاكَ مُسَالِمَة

 

وَاعْلَمْ رَعَاكَ اللهُ أَنَّ قَصِيْدَنَا

فِيْ حُبِّ جَنْبِ اللهِ وَهُوَ الْخَاتِمَة



error: المحتوي محمي