أطباء الوطن والإخلاص في العمل

أعني بكلمة أطباء “الجنسين” المهنة الطبية إنسانية اجتماعية شريفة، تتصدر جميع المهن الأخلاقية، مَن يقوم بواجبها ويبر قسم أدائها؛ يسعد في الدارين دنيا وآخرة، كلنا نشعر من قريب أو بعيد أن أبناء الوطن من الأطباء مخلصون في عملهم، متقدمون في تخصصاتهم، ينافسون من تخرج في أشهر جامعات العالم، حصدوا الجوائز وسجلوا براءات أثبتوا جدارتهم إن كانوا في المستشفيات والمجمعات الصحية الحكومية أو الأهلية، نجدهم في الواجهة أينما حلوا أو ذهبنا إليهم.

فحق علينا أن نرفع لهم القبعات “مع الاحترام والتقدير لغيرهم من أصحاب هذه المهنة من مختلف الجنسيات” إنهم فتية آمنوا بمسؤولياتهم فخدموا عن إيمان وعقيدة؛ لذا نراهم بجلاء من خلال تعاملهم مع المرضى في مستشفى القطيف المركزي مثلًا لا حصرًا، كما لو كانوا لهم أبناء وبنات أو إخوة وأخوات وآباء وأمهات، وكانت أدوارهم في أخطر مراحل جائحة كورونا كوفيد 19 بارزة للعيان، يمضون كل ساعاتهم في مقار عملهم تاركين الزوجات والأزواج والأولاد لأجلنا، تعرضوا لمخاطر الوباء وأصيبوا إلا من رحم ربي.

ومع كثرة تواجدهم في هذا الصرح الطبي لم نر من لا يستحق الثناء والإعجاب، هم كذلك وأكثر، إلا أن بعضنا مراجعون أو مرافقون في مواقف خاصة كشدة الألم بمريض أو قرب حالة ولادة للمرأة، نحاول وبإلحاح أن يُتصرف كما نحن لا كما يراه صاحب التخصص والمسؤول عن الإجراء، ونحرص بشدة على تلبية ما نريد دون حساب للعواقب، ولو أطعنا وكانت النتيجة سلبًا حملنا من قام بها وأوقعنا اللوم عليه ونلنا من سمعته ونحن السبب، هذا غير صحيح.

وكم من الحالات انكشفت فيما بعد، نشكر الله أن الطبيب لم يطعنا وإلا كانت العاقبة وخيمة، ربما وصلت إلى مرحلة الموت أو الإعاقة المستديمة أو الحرجة لبعدنا القاصر وتدخلنا الخاطئ فيما لا يعنينا، وهنا علينا، أولًا: أن نشكر ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله ورعاهم، الذين مكنوا مثل هؤلاء بأن واصلوا دراستهم وتخرجوا بشرف، وحصلوا على المراتب العليا في جميع التخصصات، ثم أوجدت الحكومة الرشيدة لهم المكان المجهز يمارسون فيه ما درسوه.

ثانيًا: نقدم الشكر لكل طبيب وطبية من الوطن عامة على جهادهم وسهرهم الليالي؛ من أجل مجتمعهم وما يحملون من إخلاص وأخلاق، وحسن تعامل وبالأخص منسوبي المستشفى، آنف الذكر لمعرفتي القريبة ببعضهم “دون التقليل من شأن الآخرين” ولما أسمعه من إطرائهم بالجميل وسرعة تجاوبهم للحالات المرضية، والتعامل معها بصدق وبالطرق العلاجية السليمة الصحيحة الحانية، دون لما يطالب به البعض من مخالفات ما يجب القيام بها، مع صعوبة إقناعهم أحيانًا وقد لا يقتنعون لهم، ولكل وطني يحمل هذه الأمانة التقدير والاحترام، وألف تحية وآلاف بحقهم قليل، وألا ننظر إليهم لأن “حمامة الحي لا تطرب”.

ثالثًا: أن نكون في محل تحمل للمسؤولية بأعصاب هادئة وصدور رحبة، وقول عقلائي، بعيدين عن عواطفنا عند مرافقة المريض، حتى لا نكون مخالفين للتوجيهات وما جئنا من أجله “الطبيب غير معني لا يحق له التدخل كيف بنا” لنترك له فرصة اتخاذ القرار الصالح المناسب، وأيضًا في جميع الأحوال لا نتصرف بفعل أو قول أو رأي عشوائي يخالف الأنظمة، مثل: التلفظ والاعتداء على الممارسين الصحيين أو التشهير بهم، كل هذه الأفعال تقودنا إلى المساءلة أمام الجهات القانونية الرسمية والقضائية، وفي نهاية المطاف قد نتعرض للسجن لا سمح الله، فاحترام النظام وتطبيق القانون واجب على الجميع.



error: المحتوي محمي