لا يوجد بشر فوق مستوى الخطأ

لا يوجد بشر فوق مستوى الخطأ نحن، هنا لنتعلم ونتطور. فلولا ستر الله علينا وحفظه لنا لما نعلم ما تؤول إليه ذواتنا.

كلنا بشر خطاؤون، ولسنا مطالبين بالمثالية ولهذا يجب أن نتقبل من حولنا وألا نرفع سقف التوقعات والأهم من هذا هو أن نتقبل أطفالنا بمختلف شخصياتهم ونسعى لتصحيح السلوك غير السوي لكن لا نترقب منهم الصحة دائمًا. وفي حال الخطأ لابد من الفصل بين عدم رضا الشخص عن السلوك وعدم الرضا عن ذاته هو شخصيًا. نتقبل أطفالنا ونتقبل أخطاءهم بكل حب أنا أقبلك، أنا أحبك، كما أنت ولست مطالبًا بشيء حتى أحبك! أنا أحبك لأنك تستحق هذا، أحبك فقط لأني أحبك، ويجب أن نفصل بين مشاعرنا غير الجيدة من غضب، وحزن ومشاكل وبين ما نشعره تجاهه ولا نجعل من ضعفه وعدم شكواه دافعًا لأن نتساهل بجرحه أو ضربه وصب ما بنا عليه، لكن كل أم وأب ومربٍ له مشاكله النفسية؛ منها المثالية والمطالبة بالسلوك الحسن دائمًا، والمعاقبة عند المخالفة. واتّباع الأنظمة والقوانين والنظافة أو هذا الصغير معرض للزجر والصراخ أو الشتم أحيانًا.

لهذا من واجب المربي التخلص من مشاكله النفسية وصدمات الطفولة التي عنده، وأن يبدأ بنفسه أولًا حتى يكون قادرًا على التربية الصحيحة وأن ينسف معتقداته المغلوطة التي نشأ عليها.

طفلي ليس مطالبًا بأن يكون آليًا! (روبوت) وجهاز التحكم عندي، حياتي مع طفلي ليست عرضًا مسرحيًا للدمى المتحركة وأنا من أتحكم بحركاته بالخيوط.

طفلي ليس ملكي إنه مجرد أمانة من الله عندي، جاء لهذه الحياة من خلالي وحينها صارت مسؤوليتي تجاه هذه الأمانة هي رعايته وتقديم الحب الذي هو ليس اختياريًا أصلًا ولا تفضلًا مني عليه، حتى هذا الشعور هو ليس اختيارًا مني بل هو من الله له من خلالي، وهذا الطفل بوضعه الصحي ولونه وشكله وشخصيته جاء يحمل رسالة لي ولكل مسؤول عنه وهذا ما يجب أن أفهمه (كيف أطوّر نفسي من خلال طفلي) وليس أن أطوره هو له قصته في هذه الحياة ويريد أن يعيشها ليطور نفسه ليتعلم ويرتقي.

جاء هذا الطفل ليعيش تجربته وقصته لم يأت ليلبي رغباتي ويحقق أحلامي ولم يأت لأتحكم فيه وأرسم له طريق مستقبله فقط أوجهه فقط أشجعه فقط أكتشف معه ذاته وحلمه وأقول له: انطلق، حتى إنه جاء بفطرته السليمة حتى في هذا لم يحتاجني أصلًا ولكني أنا التي وضعت عليها ألف شائبة بالتخويف والتأنيب وزرعت فيه ألف حاجز بينه وبين النور، وأنا من بالغ بالحراسة والمراقبة والرقابة حتى أنهكت نفسي وأنبّتها على تقصيرها في تأمين مستقبله ولوم نفسي عند سقوطه وجلد ذاتي إذا قصر في عبادته أو دراسته وأتعبته معي وسلبت حريته وأجبرته، وتفننت في تنوع صدماته.

لكن في الحقيقة الله هو من يحفظه ويرعاه ويربيه، ويرزقه، الله هو المتكفل في كل أموره أنا فقط أقوم بواجبي بحب فقط بحب دون تقصير ولكن دون مبالغة ثم بعدها أفقد المتعة معه في هذه الحياة.

أحيانًا نصل إلى أن النزهه معه متعبة! واللعب معه لا نملك له مزاجًا! حمايته مقلقة وإطعامه وتعليمه أشياء مرهقة وليست ممتعة، أنا بالغت أنا لم أعيِ أنا لم أتعامل مع هذه النعمة بالشكل الجيد ولكن (لا يوجد بشر فوق مستوى الخطأ)، نحن هنا في هذه الحياة لنتعلم ونتطور ابدأ بنفسك أولًا.



error: المحتوي محمي