من الأساسيات التي تبنى عليها المجتمعات من أجل تقدمها ورقيها جوانب عديدة، من أهمها أن تكون العلاقة بين أفرادها ومؤسساتها بجميع أنواعها وأصنافها علاقة وطيدة، قائمة على الاحترام والتعاون والإخلاص، وإن تبادل المنافع فيما بينهم يرفع مستوى العمل ويخدم المجتمع وهو من الأمور المهمة والحيوية التي تنمي صفة المبادرة الطيبة في فعل الخير وتساهم في توسعة الرزق وتقوية النمو الاقتصادي، وسوف تكون -بعون الله- جسورًا مبنية على تحسين الحياة وكسر الجمود.
كم نحن أحوج في زمننا هذا أن نساعد بعضنا البعض ونخلص مجتمعنا من بعض ما يواجه أفراده من كلا الجنسين “صعوبة الحياة ” وعندما يصبح الهدف هو المصلحة العامة وليس شخصي، عندها يشعر الجميع من حولنا بسعادة وبحب واحترام من حوله.
إن القضاء على مشاكل الفقر والجوع والبطالة يساعد المجتمع بأكمله، في التخلص من الصفات السيئة ومن بعض السلوكيات الموجودة، ويؤدي إلى زيادة التماسك الاجتماعي بين أفراده، وإن تعاون الناس مع بعضهم البعض هو شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي، يجمع جهودهم ويحافظ على حقوقهم ويحقق أهدافهم المشتركة، فكل شخص من أفراد المجتمع له دور كبير في الحياة الاجتماعية وبدونه لا يمكن أن يحقق أي نجاح، ومما يؤكد أن إنجازات المجتمعات تقاس بتعاون أفرادها، ومما يجعل المستحيل ممكنًا، ويحرز تقدمًا ويزيد كفاءة وإنتاجية في العمل والمسار الحياتي العام.
قال الله تعالَى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]