حوار النفس

خيم الليل وأسدل الظلام ستاره
وغطت غيمة سوداء أخفت القمر والنجوم
فغبت عن سمائي
فصرت دونك وحيدةً..
وكيف لعيوني أن تغفو وتنام..
وأنت بعيد عني
قلبًا وروحًا وجسدًا
وكأنك قد أقصيتني..
وعنك أبعدتني
وتركتني معلقة بين الصمت والسكون..
حائرة خطواتي في منتصف الطريق
حوار ساخن بين عقلي وقلبي
في داخلي يدور ويدور
تأخذني الأفكار والهواجس يمنة ويسار..
وقد هجرتني..
وعن عينك أبعدتني..
ولم تصغِ لي ولا حاورتني..
لم تسمع نبض قلبي وأسكتني..
وعن شجوني ما سألتني..
ما الذي يدور في خلدك؟
يا سيدي، بمَ تفكر؟!
حائرة أنا بين يديك..
مشتته وأنا أنظر لعينيك..
في داخلي كلام شرحه يطول
وبوح مستمر لا ينقطع..
وعتاب لا ينتهي..
وآه لا تبرد..
أتساءل هل توقف قلبك عن حُبي..
وهل علي أن أوقف نزف الشعور..
أتساءل هل توقفت روحك عن قراءتي..
وهل أوقف في داخلي دفق الأحاسيس..
لقد انجرفت نحوك بجنون
وكانت لهفتي عليك لا تنطفئ
أرى إنني أنجرف نحو الهاوية
كأني أسقط حاملة قلبي بين يدي
وأحميه خوفًا عليه من الانكسار؟
لقد تصدع قلبي ولم تتبقَ به أجزاء سليمة
خذني ورممني بين يديك
احتوِ روحي
امسح دمع عيني
ها قد بات قلبي حزينًا من جديد..
ويعتصر ألمًا مرة أخرى..
ويأن وجعًا من الأنين..
تريث يا من أبثه أشجاني..
تريث يا من يسكن وجداني..
وإليه حبي وكل حناني..
يا من أعطيته روحي وصار إدماني..
ومعه أزهرت روحي وانجلت أحزاني..
توقف، وتأمل، وتفكر..
في حبي لك وكيف صرت هيامي..
فاجأني جوابك..
ولم أتوقف عن حبكِ..
وقلبي ينبض بكِ ما حييت..
و لا أبعدتك..
فقد أدمنت عينيك
ألا يكفيني في الحياة إني معك..
وإنك موطني وكياني..
وإنك بدر سمائي ونجمي في الليالي
ألا يكفي أن أنكب على روحك وأطلق العنان لمشاعري معك.



error: المحتوي محمي