استعرض المتخصص في العلاج النفسي الإكلينيكي خالد آل مريط في إطار علاج الإدمان والوقاية منه، لأكثر من 100 مستمع ومستمعة في مسجد العقيلة بالجش، الأعراض التي تظهر على المدمن أو المتعاطي، موضحًا أنها أعراض متفاوتة ولكن أبرزها الشعور بالهياج، والسهر والخروج من المنزل كثيرًا، والهالات السوداء المحيطة بالعين، وفقدان الشهية، وضعف الجسم والوزن.
وأضاف آل مريط للأعراض أنه أحيانًا قد تظهر على الشخص المدمن هلاوس وضلالات بصرية وسمعية وشكوك في الآخرين، والتأخر في التحصيل الدراسي، وعدم الرغبة في العمل والتفكك الأسري، والتلعثم والخوف ورعشة اليد، والانعزال اجتماعيًا.
وأشار أيضًا في محاضرة “في بيتنا مدمن”، إلى الأعراض الانسحابية التي تظهر نتيجة انقطاع تعاطي المواد المخدرة، منوهًا أنها تتمثل في الآلام الجسدية والعضلية، الدموع، الإمساك أو الإسهال، وأعراض النفسية، مثل: القلق أو الاكتئاب والشعور بالحزن أو الضيق.
وتناول “آل مريط” في المحاضرة التي أقيمت يوم الأربعاء 18 مايو 2022، العديد من المحاور، أهمها: تعريف الإدمان، وأنواعه وخاصة مخدر (الشبو) وأضراره، ومجالات الإدمان وكيفية الوقاية منه، مقدّمًا بعض النصائح للابتعاد عن السلوك غير السوي، كما تخللت المحاضرة أسئلة من المشاركين حول ما يتعلق بالإدمان، وكيفية تعامل المجتمع مع المدمن.
وقدّم المحاضر شرحًا مفصلًا لأضرار الإدمان، وسُبل علاجه، وكيفية مواجهته، خصوصًا بين الطلاب، إضافة إلى عرضه الأسباب والعوامل المؤدية إلى الوقوع في تعاطيه، والمتمثلة في ضعف الوازع الديني، وغياب القدوة الحسنة، والصحبة السيئة، وانعدام المتابعة.
وحول أنواع المخدرات، أوضح “آل مريط” أن هناك مخدرات طبيعية ومخدرات مُصنعة، وتُصنف أيضًا بالأنواع البيضاء والسوداء، ويختلف تأثيرها وتتعدد مسمياتها، مثل: الكوكايين والهيروين والحشيش والماريجوانا، وإنفيتانين والشابو وجميعهم منشطات.
وانتقل إلى تعريف الإدمان، مبينًا أنه الاعتماد النفسي والجسدي والعضوي على مادة أو أكثر من المواد المخدرة، ما يؤثر على الناحية النفسية والجسدية على المتعاطي، لافتًا إلى أن فترة الانقطاع قد تسبب أعراضًا انسحابية نفسية وجسدية، خاصة لمن يتعاطى مخدر الهيروين والمورفين، مقارنة بمخدر الحشيش والحبوب المنشطات التي يسمونها الإنفيتامين والشبو والكحول التي تسبب أعراضًا نفسية.
وقام “آل مريط” بعرض تاريخ المخدرات، التي بدأت منذ قديم الأزل، قبل الميلاد بنحو 3300 سنة تقريبًا، معقبًا: “كانت استخدامات المخدرات كثيرة خاصة مجال الطب في الحضارات الآشورية والبابلية والصينية والرومانية، ثم انتقلت إلى أوساط آسيا وإفريقيا والحضارة المصرية، وكان أول من استخدم مخدر الحشيش هم الصينيين ثم انتقلت إلى الهند ومصر وأوساط إفريقيا، وفي الهند والصين كانوا يسمونه نبتة الإله ويستخدمونها دائمًا في الطقوس الدينية، بينما انتشر الإنفيتامين خلال الحرب العالمية الثانية، وكان استخدامها مع العساكر بشكل طبي، وبعد ظهور أعراضه النفسية والجسدية تم إيقافها”.
ونوه إلى أن تعاطي بعض المواد المخدرة قد يؤدي إلى تسمم الجهاز العصبي؛ لذا يحذر تداولها أو زراعتها أو صناعتها إلا من خلال ترخيص طبي أو ترخيص قانوني، وتستخدم في المختبرات الطبية وذلك للأدوية والعلاج فقط.
وقسّم “آل مريط” مراحل العلاج إلى مرحلة أولى تتطلب من الأسرة الهدوء وتفهم طبيعة المرحلة وإقناع المتعاطي بالعلاج والإقلاع عن المخدرات، والذهاب به إلى المستشفى، ويليها المرحلة الثانية وهي تقييم الطبيب وتحديد خطة العلاج حسب الحالة، وفي المرحلة الثالثة يأتي دور قسم التأهيل النفسي من خلال المرشد النفسي والمتعافين، وأخيرًا المرحلة الرابعة والدمج المجتمعي بعد خروج المتعاطي.
وفي ختام المحاضرة أكد آل مريط على أهمية مثل هذه المحاضرات التي تسهم في تنشئة جيل واعٍ، يفيد نفسه ومجتمعه ووطنه، وأيضًا أهمية الالتزام بالأخلاق، كما قدمت لجنة العقيلة زينب شهادة شكر وتقدير للمحاضر تكريمًا له.