الخبير المالي ماهر آل سيف يدعو للتحوّط بالذهب.. ويحذّر من الانزلاق في الشركات الوهمية

استضافت اللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية الاستشاري المالي والاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف، عبر برنامج إيلاف في ليلتها الخامسة والأخيرة على مسرح روضة تاروت النموذجية، وبحضور مجموعة من فئات المجتمع من الجنسين وخصوصًا المقبلين على الزواج.
ودعا “آل سيف” خلال لقائه مساء الخميس 19 مايو 2022، إلى ضرورة تنبيه الأسر بالأزمات الاقتصادية القادمة؛ نتيجة الحروب والأحداث العالمية التي قد تؤدي إلى قلة المعروض وكثرة الطلب، موضحًا أنه إذا كان المعروض أكثر من الطلب تنخفض الأسعار، وبالعكس إذا كان المعروض أقل من الطلب فإن الأسعار ترتفع.
واستشهد الاستشاري المالي والاقتصادي بمثال الحرب الأوكرانية التي أدت إلى قلة العرض فارتفعت التكلفة للمواد الغذائية، إضافةً إلى ارتفاع الجمارك وأرباح التاجر والضرائب، وبالتالي ترتفع الأسعار، معقبًا بأن هذا ما يسمى بالتضخم المستورد وزاد عليه التضخم المحلي.
وتساءل الدكتور “آل سيف” هل على الأسرة أن تعتاد على هذه الأسعار؟ أم أنها تأمل في نزولها إذا انتهت الحرب؟ وهل ستنتهي الحرب قريبًا؟
وأضاف أنه من الضروري أن يكون رب الأسرة حسن التدبير، ويضع خططًا مستقبلية بالتنسيق مع أسرته، مستشهدًا بالحديث الشريف: “إذا أحب الله عبدًا ألهمه حسن التدبير”، فضلًا عن ضرورة تعليم الأولاد الاقتصاد ومشاركتهم في حال ارتفاع الأسعار، ضاربًا مثالًا بأنه في حال ارتفاع أسعار الكهرباء، لا بد من تقنين استخدام الأجهزة وإلا فيتم خصم الزيادة من مصروف الجميع.
وأكد على ضرورة الاستعداد إلى القادم، وذلك أولًا بالأمن الغذائي وتخزين المواد الغذائية القابلة للتخزين، واللجوء إلى الاقتصادي أو الصديق الواعي لاستشارته في مثل هذه الأمور، نظرًا لأن السور الواقي للأسرة هو الوعي الاقتصادي.
واستعرض “آل سيف” خلال اللقاء ثلاث ركائز في الميزانية الأسرية؛ الأولى سماها الكرامة المالية وهي ادخار مبلغ 5000 ريال للطوارئ، والثانية كرامة الأسرة وهي الاحتفاظ بستة رواتب كمنقذ في حالة فقدان الوظيفة أو ما شابه، والثالثة سماها بكرامة المشيب لتأمين نفسه في حالة الكبر، وعدم القدرة على العمل من خلال اقتطاع جزء بسيط من الراتب شهريًا، يبدأ بواحد في المئة في الشهر الأول، واثنين في المئة الشهر الثاني إلى أن يصل 12 في المئة في الشهر الأخير من السنة، ثم يعيد الكرة في السنة التالية ويكيّف مصروفاته على هذا الأساس.
وحول كيفية ترتيب الميزانية، نصح بادخار 30 في المئة من الراتب وصرف 70 في المئة، معلقًا بمقولة لطيفة لمن يقول لا أستطيع، قائلًا: “تستطيع ولا ترغب سيأتي يوم ترغب ولا تستطيع”.
وعن الطريقة المضمونة للادخار، أوضح أن العملات النقدية قد تتعرض للهبوط والارتفاع؛ لذا فهو يرى الطريقة المضمونة للادخار هي “التحوّط بالذهب” أي تحويل العملات النقدية إلى سبائك ذهبية، وليس إلى ذهب للزينة؛ لأن الذهب حتى لو هبطت أسعاره فهو أكثر ضمانًا من العملات النقدية، محذرًا بشدة من الانزلاق في مطبات العملات الرقمية، والشركات الوهمية لعدم وجود أي ضمانات للعمل معهم، كما لا يمكن مقاضاتها حال اكتشاف عمليات النصب التي يقومون بها.
واختتم “آل سيف” حديثه داعيًا الآباء إلى ضرورة توعية الأسرة ماليًا، وإعطاء الابن أو الابنة ميزانية الأسرة مع الإشراف العام عليها من قبل رب الأسرة حتى يتعودوا على الضبط والالتزام، كما نصح بالابتعاد قدر الإمكان عن استخدام البطاقات الائتمانية، فهي باختصار شراء ما لا تحتاج بما لا تملك.
الجدير بالذكر أن برنامج إيلاف التابع للجنة الصحية بجمعية تاروت، له العديد من الأنشطة في مجال توعية الزوجين والأسرة عامة، والمقبلين على الزواج خاصة من خلال الندوات والمحاضرات والرسائل وورش العمل.



error: المحتوي محمي