شَمَمْتُ
رِيْحَ بَدَنِكِ عَلَى طُوْلِ
مَدَىٍ مِنْ السِّنِيْنَ
وَغَادَرْتُ لَكَ وَاقِعًا
مِنْ بُعْدٍ يَشُدُّنِي وَيُدْنِيْنِي
وَحَفَّتْ لَكَ
نَفْسٌ جَالَتْ عَلَيْكَ لَهْفَةً
وَهَفَّتْ لَكَ آهَاتٌ
كَادَتْ بِحَبْلِهَا
تُقْصِيْنِي
يَا قَارِئ
الذِّكْرِ شَدَّنِيْ مِنْكَ طُهْرُكَ
وَصَوْتُكَ بِمِلْئِ الدُّنَا
بِزَفْرَةٍ مِنْهُ
يُشْجِيْنِي
قَصُرَتْ
بِمَدَاهَا عَنْ شَحْذِ
ذَاكِرةٍ مَضَتْ
بِهَا تَضَافرُ مِنْ الأيَامِ
تُضْنِيْنِيْ
اتَّزنَتْ
نَفْسٌ وَرَوَّعَتْ مِنْ صَيْبِهَا
وَنَزَعَتْ مِنْ شَهَوَاتٍ
وَمَا كَانَ كَامِنًا فِيْهَا بِرَكْزٍ
يُغْرِيْنِي
عُدْتُ
بَعْدَهَا لِطُفُوْلَةٍ كُنْتُ فِيْهَا
رَغِدًا يُلَاطِفُنِيْ جَدِّي بِبَسْمَتِهِ
يَغْمُرُنِيْ بِعُمْقِ حَنَانِهِ
وَبِدِفءٍ مِنْهُ يَرْوِيْنِي
كَمْ كَانَتْ
نَفْسُكَ تَهْفُو لآلِ مِنْ قَادَتِكَ
تَسْعَى فِيْ مُجَاوَرَتِهِمْ
وَمِنْ كَأسِهِمْ كُنْتَ
تُسْقِيْنِي
حَاكَتْ
لَكَ إيْقَاعَاتٌ
وَغَرَّدَتْ إلَى هَامَاتِ
نَقَاءٍ مِنْكَ
بِعِزٍّ تَسْتَهْوِيْنِيْ وَتُثْرِيْنِي
رَمَقَتْ
جَفْنِيْ لِصُوْرَةٍ رَسَمَتْ لَكَ
فِيْ ذِهْنِي
مَا كَانَ مِنْ صَوْتٍ لَكَ
يُدَاعِبُنِيْ وَيَحْمِيْنِي
عَلُقْتَ
بِتِلْكُمِ الْحُفْرَةِ التي أُدِعْتَ بِهَا
وَبِتُّ بِهَا بِطَمَأنَةٍ
صَافِيَةٍ مِنْ الْوَصِي
وَتَسْكِيْنِي