وش اللي ضيعنا «الجزء الثاني»

وش اللي ضيعنا (11)
صار الكبير والصغير والمرأة والرجل لا يفكر إلا كيف يصنع المال وبأي طريقة مختصرة حتى لو كان على حساب كرامتهم وأعمارهم ووقارهم كما يحصل من تحديات وبثوث مباشرة في بعض مواقع التواصل غير مهتمين بسمعتهم ولا حتى بمكانتهم الاجتماعية.

وش اللي ضيّعنا (12)
إننا صرنا أداة في عقل بعض المشاهير، مثال: مشهور يفتح حاسبين في سناب ويلعب بوقتنا وكأننا دمى، يبث كلمة عبر حساب ومن ثم يقول: تعالوا للسناب الثاني للتكملة، ونحن كالغنم -أجلكم الله- نلهث ونتسابق فقط للفضول فأصبحنا أداة لزيادة المشاهدات، أداة للشراء، أداة للتأثر، أداة لترويج أفكارهم، أداة لكل شيء يغير مسارنا للأسوأ، ويغير مسارهم للفوز بعقولنا الواقفة وللأفضل لمسارهم.

وش إللي ضيّعنا (13)
أصبح بعضنا رجال ونساء بنات وشباب ذا حس متلبد تجاه بعض المعتقدات كترويج صحة الأفعال التي حرمها ديننا الإسلامي التي دافع عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته بأنفسهم ودمهم الذي راح سدى من بعض البشر الذي تعوّد رؤية المنكر ولا حتى يغيره بأضعف الإيمان وهو نكرانه بالقلب أقلا بل ويبارك بالنظر واستمرار المتابعة، قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} [التوبة71]. أليس فينا مؤمن؟!

وش اللي ضيّعنا (14)
ليس لدينا وقت لقراءة القرآن ولا لكتاب عادي أصلًا وربما اقتصرت قراءة كتاب الله فقط في شهر رمضان وحين الفقد، والسبب مشغولون في متابعة فلان وفلانة عبر التواصل ومتابعة حياتهم وروحاتهم وجياتهم، نحن لسنا ضد المتابعة بل ضد ضياع الوقت وضد التأثر السلبي! هل متابعة حياة المشهور والمشهورة الفلانية ستزيد عمرك أو مالك أو صحتك أو حسناتك؟! هل هم سيقفون معك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟!

وش اللي ضيّعنا (15)
أصبح لدينا هوس رؤية المشاهير والتصوير معهم ومقابلتهم في المعارض التي يتواجدون فيها حتى لو ندخل في معمعة حتى لو نفقد احترامنا حتى لو نقف صفًا المهم أن نصل لهم وكأننا نصل إلى هدف أو حلم أو علم أو كأننا سنتسلم جائزة إنجاز! لا مانع من رؤيتهم ولكن وقتنا واحترامنا هو الأهم.

وش اللي ضيّعنا (15)
انجراف بعض الفتيات والنساء المتزوجات إلى حديثي الشهرة والإعجاب بهم وخصوصًا من لا يكون لديه رادع لنفسه قبل غيره، فيقعن في براثين كيد ومكر هذا المشهور ومن تحت الستار تقع أشياء وقصص كثيرة لا يعلمها إلا الله الستار، أبعد الله بناتنا وأنفسنا عنها بُعد المشرقين.

وش اللي ضيّعنا (16)
ليس بعض المشاهير هم المتهمون بالتغيير فقط، بل في بعضنا شياطين تتنطط من كل حدب وصوب وإلى كل مكان فينا، كثرت المقاهي وكثر المرتادون بلا هدف وكثر الصرف وكثر الصيد وكثرت الحرية المثقوبة وضاعت أعمارنا سدى! لا مانع من ارتياد المقاهي تراني أحب القهاوي حدي بس عاد مو كل يوم وكل دقيقه وكل ساعة، وعلى قلة سنع وشوي إلا فلستي.

وش اللي ضيعنا (17)
الفرفرة بالسيارة بس استعراض، وبدون تفكير كم من العبء على ولي الأمر في البنزين وتصليح ما أفسده الطريق في السيارة سواء أكان رجلًا أم امرأة، وحتى لو كنت أنت من تصرف على نفسك ليه ما توفر وتستمتع بتملك عقار، أعرف بتقول أي عقار من توفير ملاميم، ترى والله أنا وأنتم لا نفهم في تسخير المادة لنا ولو فهمنا لأصبحنا مثل صاحب (آيكيا) الأخ (أينغفار) حاولوا تقرأوها وكيف أصبح يمتلك شركة أثاث لا مثيل لها ونحن حدنا نفرفر من مكان لمكان ونوقف عند بوفيه ناخذ بطاطس وشاني.

وش اللي ضيّعنا (18)
تأخير الصلاة صار عند بعضنا جدًا عاديًا، يعني عاديًا أن نسهر على لعبة أو على مواقع التواصل أو في قروب ضحك ووناسة أو في بر لو بحر أو في طلعة وكشتة أو في لمة أو عند بيت الجيران، ووقت الصلاة نأجله لين يطيب خاطرنا، أو ألف عفريت نعس يكبس علينا!

تتوقعوا ليش بعضنا كذا؟ ليش الصلاة صارت مو مهمة عندنا؟! وصار كل شيء مهمًا إلا هي! ليش ما صرنا نخاف من تأخيرها فضلًا عن عدم الراحة إلا بها؟ هل صرنا نجهل فضلها وحقيقة سحرها الجميل والتوفيق المنبعث من فوهتها؟! ولا هل تهاوننا فيها صار تعودًا فألفناه؟! ما تتحرك مشاعرنا لما نشوف واحدًا موقفًا على جنب يصلي في شارع وعلى صحراء المهم عنده عدم التأخير؟! خسارة كبرى ولا تعوض والله إن خسرناها!

وش اللي ضيّعنا (19)؟
الخلافات والفتن وتوصيل الكلام مبهر لنيل القرب من أي شخص على حساب شخص آخر، صار الأخوة يفتنون على بعض! صار الأقارب يتكلمون على بعض وبجرأة حد الشرف، صار الأصدقاء يقذفون ويألفون على بعض ويختلفون حد الخلاف المميت! صارت العائلة تتناحر بسبب الإرث والمال حد القطيعة! ليش كل ذا؟! نسينا أن مهما عمرنا في الدنيا فالنهاية آتية؟! نسينا كلمة الله عن النبي {وإنك لعلى خلق عظيم}! وين أخلاقنا ولت؟! ليش التشاحن والتباغض وظلم بعضنا البعض؟! ليش الظن السيئ والتمادي في الأذى؟! ليش الحسد لبعضنا دام الرزق مقدرًا كما العمر مو بيدك ولا بيدي؟! ليش التدخل في شؤون الغير حد النزاع والكيد والمكر؟!

خلينا نتأمل شوي ونفكر شويتين وش نهاية كل ذا؟! وين عقولنا اللي فضلها ربي على كثير من خلقه؟ ساعات نعطي عقولنا إجازة مو؟!

وش اللي ضيّعنا (20)؟
إنه وقت نحتاج بعضنا البعض ما نلاقينا، صاحب شركة لو منصب لو معلم لو أيا كان دام ربي عاطيك استطاعة المساعدة وتتوسط لخير ليش لا؟! وللا شاطرين بس نساعد أصحاب المصالح؟! وين أفضل لك مصالحك الآن لو بدار الغربه؟! تفكر مع أنه لا مانع من الاثنين بس لا تتغافل عن زاد الآخرة، ليش نتكبر ونشوف حالنا سواء بمال لو جمال لو منصب لو مكانة؟! مع العلم أن الله قادر على سلبها منك بكل سهولة ويسر كالريح التي جعلت القرية خاوية على عروشها، فخليك شقردي وساعد أي أحد في طريقك؛ أجزم لك بتحس براحة لا مثيل لها! في العطاء راحة لا تضاهيها راحة.

كلنا نتكامل بكلنا وكل ما ورد هنا هو تذكير لي قبلكم، هذا وألف الصلاة على حبيبي محمد وآل محمد، اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.



error: المحتوي محمي