عنفوان الذئب

في زيارة مع أطفالي لحديقة الحيونات وقفت متأملا عنفوان الذئب.

ابسط ذراعك بالوصيدِ
هيهات ترجعُ من جديدِ

ما في خلاصك حيلةٌ
أنت المقيدُ بالحديدِ

ذئبُ الضواري قد هوى
يبدو كمشلولٍ قعيدِ

يعوي فتضحك صبيةٌ
والويلُ من أسرٍ شديدِ

الذئبُ ذئبٌ في الفلا
يزهو كصنديدٍ عتيدِ

من ذا يهابُ مقيداً
والأنف أُرغم في الصعيدِ

تخفي بقلبك حرقةً
والعينُ تنذرُ بالوعيدِ

خففْ فعينك كاللظى
فالغيظُ يفتكُ بالحقودِ

ضعْ كبرياءك جانباً
فالأسرُ يفتكُ بالأسودِ

أفلا ترى أسد الشَّرى
أمسى يشاكسُ كالقرودِ

فتبدلت تلك الطبا
ع وصار يخنعُ كالعبيدِ

متوددٌ في ذلةٍ
يدنو ويرضى بالقديدِ

تصغي وتقتنصُ الصدى
وتشمُ أنفاس البعيدِ

والريحُ تعولُ بالأسى
تبكي كوالدة الفقيدِ

يا ذئب بعدك وحشةٌ
ملأ الثُغا كلَّ النفودِ

عيناك تبرقُ هيبةً
وعِواك زمجر كالرعودِ

فالذئبُ وحشٌ للدجى
يأبى الحياة مع القيودِ

فاختر لنفسك ميتةً
تُنجيك من عطف الشهودِ

إني لأهوى ضارياً
وأصدُّ عن ضعف البليدِ



error: المحتوي محمي