
أقام نادي واحة القطيف توستماسترز لقاء كعادته الأسبوعية من كل يوم جمعة ليلة سبت بتاريخ 12 شوال 1443 هجرية الموافق 13 مايو 2022 ميلادي في مقر نادي كبار السن ببلدة التوبي في قاعة الشيخ جعفر الخطي، وشمل اللقاء بعض الخطب الرائعة والجميلة وكان عريف الاجتماع خالد آل عبد رب النبي، وكانت هناك خطبة للتوستماستر أمين الدبيسي، وخطبة للتوستماستر عبد المنعم البصاره وكانت هناك خطبة للتوستماستر مصطفى مهدي آل غزوي أبو نرجس بعنوان “من قتل الذئب؟”، وبعض الفقرات من اللقاء من فقرة موضوعات الساحة للخطب الارتجالية قدمها التوستماستر محمد الداوود وبعد ذلك فقرة التقييم والتكريم.
وتضمن اللقاء أيضًا ورشة عمل بعنوان “أنواع القيادة” قدمها التوستماستر علي السويعي. وكانت خطبة التوستماستر مصطفى مهدي آل غزوي أبو نرجس بعنوان “من قتل الذئب”، عنوان جميل وشيّق وشدني وكنت سأحضر لولا ظروف حالت بيني وبين الحضور لهذا الاجتماع فلم أوفق لرؤية الشباب.
سمعتها في اليوتيوب كانت خطبة جميلة جدًا وأداء موفقًا وتحكي واقعنا الأليم للأسف الشديد. ماذا فعل الذئب فينا. وكيف أصبحت حياتنا، وكيف تمكنت الذئاب منا وغرست أنيابها فينا. تقتل الذئاب الضاربة شبابنا وتحطم أحلامهم وطموحاتهم.
أحب أن أكون قريبًا من هذا الشخص الجميل أبي نرجس تعجبني فيه أشياء كثيرة؛ أخلاقه العالية أدبه كرمه تواضعه صاحب قلب كبير يحب أن يمزح مع الصغير والكبير صاحب ابتسامة وضحكة، خلوق صاحب شيمة وفزعة ونخوة يسعى لنيل ما يتمناه لا يستسلم بسهولة صاحب طموح ومثابرة لا يسمع كلام المحبطين، وله مقال بكتابي المتواضع “الكلمة الطيبة” بعنوان “الطموح والمثابرة” ص 112 – 113.
تعرفت عليه في نادي واحة القطيف توستماسترز عام 2016 ميلادي عند التحاقي بهذا النادي الطيب حيث استفدت الكثير ووجدت التشجيع والتحفيز وتعلمت مهارات كثيرة فنوادي التوستماسترز تصقل فينا المواهب والمهارات وتنميها ونتعلم منها تطوير الذات والقراءة والكتابة والخطابة. ويوجد مقال أيضًا بكتابي ‘الكلمة الطيبة” بعنوان “التوستماسترز في سطور” ص 33 – 36.
وإنتاج باكورة كتابي الكلمة الطيبة بفضل الله ثم بفضل هذا النادي وتشجيع الشباب ووقوفهم معي وما شاء الله أكثر الشباب كان لهم إصدارات من الكتب ببركة نوادي التوستماسترز، أمثال التوستماستر الدكتور أمين البراهيم عنوان كتابه. “أنت من تكون”، والتوستماستر السيد أحمد آل حسن، وعنوان كتابه “لم أعد من البشر” وبعض الأخوة والأخوات من نوادي التوستماسترز، وإن شاء الله نرى كتابًا أيضًا لأخينا مصطفى مهدي آل غزوي أبو نرجس قريبًا في المكتبات بعنوان “الخيال”، كما أسماه ويكون بجانب كتبنا على رفوف دار أطياف للنشر والتوزيع وإن شاء الله باقي الشباب أيضًا.
أبو نرجس شخص متعاون مع الآخرين دائمًا يقدم خدماته ويقف مع الجميع يحفز ويشجع خصوصًا الشباب الجدد بالنادي. وكانت خطبته “من قتل الذئب” تدور في رأسه من أربع سنوات وقرر قبل ثمانية شهور أن يكتب هذه الخطبة ويلقيها على الجمهور في النادي حيث قرأ قصة ليلى والذئب واعتقد أن الصياد هو الذي قتل الذئب وبعد التأمل الطويل اكتشف أن الذئب قتلنا عدة مرات مرة ونحن صغار ومرة أخرى ونحن كبار.
الشيء المخيف والمرعب أن تكون الذئاب بريئة كذئاب النبي يوسف (ع) وربما نكون نحن الذئاب البشرية التي لا ترحم الصغير أو الكبير. تقتل الطفولة والطموح الذي بداخلنا من الضرب والشدة والقسوة والتوبيخ ولهذا من هو الذي قتل الذئب الذي بداخلنا ومن الذي قتل الذئاب المحيطة بنا لنتمكن من العيش بسلام وأمان.
أيها الأب أيتها الأم أيها المدرس والمدرسة كونوا حنونين على الأطفال واستمعوا لأسئلتهم وأجيبوا دون استهزاء أو سخرية أو قسوة أو ضرب، لأن الطفل لا ينسى أبدًا من يضربه أو يوبّخه لا تقتلوا الطفولة في أبنائكم، ولا ينسى أيضًا من يعامله بالرحمة والطيب.
يستطيع كل إنسان أن يخلع تلك المخالب ويكسر تلك الأنياب الحادة التي تفتك بالآخرين ويحول الصراخ والعواء إلى لحن جميل يسر سامعه ويرتاح للتقرب منه أولًا لأجله وثانيًا لأجل من يحب من البشر ولمن حوله وذلك ليس صعبًا أو مستحيلًا.
يجب أن نخلع مخالبنا لكي لا نضر أحدًا، ونصفي ما بداخلنا من كره وحسد وغيبة ونميمة وضغينة ونبتعد عن الكلام الجارح السيئ الدامي الذي يكسر قلوبنا ويحبطنا.
يجب علينا أن نصافح ونسامح ونتحلى بالخلق الحسن الجميل ونتعامل مع الآخرين بالابتسامة والمعاملة والكلمة الطيبة لتكون قلوبنا صافية نقية تجاه الآخرين. لنفوز بالدارين الدنيا والآخرة.
يجب علينا جميعًا أن نقتل الذئاب التي بداخلنا. والآن هل عرفتم من قتل الذئب؟