من أشهر الكتب التي عملت على تشويه تاريخ القطيف هو كتاب (شارح ديوان ابن المقرب) الطبعة الهندية وهو لكاتب مجهول طبع في الهند عام 1311 هجرية وللأسف اعتمد هذا الكتاب كمصدر رئيسي لمؤرخي الأحساء وفي هذا الكتاب تم نقل كل معالم هجر من القطيف إلى الأحساء.
وهنا سنذكر بعض افتراءاته:
في شرحه لبيت شعر لابن المقرب: (من بعد أن جل بالبحرين شأنهم … وارجفوا الشام بالغارات والحرما) يقول الشارح المجهول: “يعني بالحرم مكة حرسها الله تعالى وكان أبو طاهر سليمان ابن الحسن القرمطي الذي يعرف بقصير الركاب قد أغار على مكة حرسها الله تعالى وبلغت خيله وجنوده البيت الحرام وقلع الحجر الأسود من البيت والميزاب أيضًا وحملها إلى البحرين وبنى بالقطيف بيتًا سمّاه الكعيبة وقال اصرف الحج، إليه وصار كلما جعل الحجر الأسود في أركانه أصبح في ناحيه غير متعلق بالبناء” انتهى.
وللأسف سار على نهج هذا الشارح المفتري؛ صاحب كتاب تحفة المستفيد (آل عبد القادر)، قوله: “وفي ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة رد أبو محمد شنبر بن الحسن الحجر الأسود إلى موضعه بالكعبة المشرفة وقد سبق أن أبا طاهر قد نقله وبنى كعبة في القطيف وجعله فيها ظنًا منه أن المسلمين يحجّون إلى الحجر وأنهم سيحجّون إلى القطيف” انتهى.
للأسف حتى أشهر من كتب في تراجم الرجال في منطقة القطيف من أمثال الشيخ علي البلادي نقل قصة بناء بيت سماه الكعبة في القطيف بشكل حرفي من كتاب شارح ديوان ابن المقرب وهكذا أصبحت الكذبة حقيقة.
للأسف هكذا تم تشويه تاريخ القطيف ونحمد الله أنه جاء الرد على ذلك من قبل المرحوم الشيخ حمد الجاسر بقوله: “الكعبة على اسم الكعبة شرفها الله موضع بالقرب من بلدة سيهات بينها وبين قرية الجش الواقعة إلى الشمال الغربي منها يقال إنه المكان الذي بنى فيه أبو طاهر القرمطي بناء وضع فيه الحجر الأسود حين نقله من الكعبة سنة سبع عشرة وثلاثمائة من الهجرة ولم أر فيما اطلعت من الكتب ما يؤيد هذا وما أراه اختار لذلك سوى قاعدة ملكه وكانت الأحساء” انتهى.
للتوضيح: بالنسبة لما قام به القرامطة بمساعدة قبائل البادية في المنطقة بني عقيل وبني سليم وبني ضبة من سرقة الحجر الأسود من مكة المشرفة هذا مذكور في أكثر الكتب التاريخية وقمت بعمل تحقيق في هذا الموضوع في كتابنا “ساحل القرامطة” وجمعت فيه الآراء حول الموضوع.
لكن لم يذكر أحد المؤرخين أن القرامطة بنوا بيتًا في القطيف وأسموه الكعبة أو الكعيبة وهذا فقط من اختراع شارح كتاب ابن المقرب. لمزيد من الاطلاع في كتابنا (تاريخ هجر).
صورة من كتاب الشارح
صورة من كتاب أنوار البدرين
