دَوَاخِلُ حُبٍّ مُتَأَجِّجٍ

غَزَى قَلْبِي حَنِينٌ يُسْتَطَابُ
كَهَمْسٍ لِلْقَصَائِدِ لَو أَجَابُوا

 

وَعَايَنْتُ الْبُحُورَ عَلَى التَّوَالِي
فَجَاءَ الْحُبُّ يَمْشِي وَالْعِتَابُ

 

وَبَحْرُ الْعِشْقِ شَوقًا قَدْ تَلَظَّى
وَقَافِيَةُ الْقَصِيدِ لَهُ شَرَابُ

 

وَفِي بَحْرِ الْغَرَامِ لَهُ تَأَتَّى
نَشَابُ الْحُبِّ يَتْبَعُهُ نَشَابُ

 

أَعِرْنِي نَبْضَ قَلْبِكَ فَالْقَوَافِي
يُأَجِّجُهَا عَلَى النَّارِ الْهَبَابُ

 

وَأَسْمَعُهَا فَتَأْتِي طَوعَ أَمْرِي
عَلَى وَقْعٍ تُرَاقِصُنِي رِحَابُ

 

فَأَمِسِي هَائِمًا فِي مِثْلِ قَيْسٍ
وَلَيْلَى فِي الْمَحَبَةٍ لَا تُعَابُ

 

كَمَجْنُونٍ يَضُجُّ وَلَا يُبَالِي
وَصَحْرَاءُ الْقَصِيدِ بِهَا سَرابُ

 

وَعَبْلَةَ نَبْضُهَا دَفْقٌ بِنَهْرٍ
لِدِجْلَةَ وَالْفُرَاتَ أَتَى الرِّكَابُ

 

وَأَنْوارُ الضِّيَاءِ مَلَأْنَ قَلْبِي
وَطِفْنَ بِهَا الْمَوَاخِرُ وَالْعَبَابُ

 

فَمَا لَيْلَى وَعَبْلَةَ فِي الْخَوَالِي
سِوَى حُبٍّ يَسِيلُ لَهُ اللُّعَابُ

 

وَتَحْيَى كُلُّ بُورٍ حَيْثُ كَانَتْ
وَتَخْضَّرُ الْجَوَانِبُ وَالشِّعَابُ

 

فَتَرْعَاهَا الْمَحَبَّةُ مِنْ قُلُوبٍ
عَلَى أَنْوَائِهَا يُزْجِي السَّحَابُ

 

شَرَبْتُكِ يَاضِيَاءُ بِكَأْسِ بَحْرِي
فَأَسْكَرَنِي وَتَاهَ بِيَ الْخِطَابُ



error: المحتوي محمي