العالِم العامل بأخلاق وتقوى  

العالِم شخص مختص متميز في مجال علمي إما ديني أي مُتفقِّه في الدين “وهو أفضل العلوم وأشرفها” أو دنيوي وأبرزها “الطبيعية والحياتية” كالهندسة والكيمياء والفيزياء والطب والقانون وغيرها وكلنا يتطلع للاتصاف بما عنونّا به مقالنا وكم نتمنى تحقيقه والحامل للدين العامل به هو القائد لجميعها القدوة والمثل الأعلى المُتَبع بحكم مكانته إن صلح أصلح ما سواه وإن فسد وفقد مصداقيته تمثل الغير بفساده وتغنوا ومتى اكتملت الأركان ثبت البناء وإلا تهاوى ولو بعد حين؛ لذا عليه بالخصوص القيادي في مجتمعه ومَن تميل له القلوب وتُصوّب نحوه الأنظار بالمكانة والأعلمية أن ينقي روحه ويجنبها الغث ويسقيها الزلال المعين ويرتقي بعلمه من ناقل لما دوّن ويقال إلى محقق يأتي ما أمكن بالجديد النافع يعمل به ثم يُعلم مَن دونه بأخلاق وبورع وبإخلاص وتقوى لا يتخذ المدرعة العلمية شكلًا ويدعها مضمونًا.

البعض من الفريقين لا يهمه سوى ثقة الآخرين، يغطيهم بجبته أو تحت قميصه بعد إقناعهم بخطأ غيره ونقصانهم وبالكمال الحقيقي والصواب فيه وحده يقيم حجابًا بين البارزين من علماء يخالفون رأيه ولا يدينون له بطاعة وبين الواثقين به حتى لا يكون المجال مفتوحًا ويقارَن بهم فيفتضح وفيها يفقد كرسيه ويسقط ويعلوه غيره فيتركون هذا ويتبعون ذاك وللأسف هناك مَن يأنس ويفتخر بقربه من فلان لأنه العالم ابن العالم من آل فلان ويروّج له دون أن يهتم بأخلاقه وتقواه ربما هذا على درجة عالية من العلم ومن أسرة معروفة “وأكرم بها” لكن الحقيقة كل هذه الأوصاف لا تزكيه إذا كان فاقدًا لأم العلم “الحلم وأخواتها الأخلاق والورع والتقوى أو لا يتحاشى سُحتًا” ماذا يُرتجى مَن هذه أوصافه غير الكبرياء والاستغلال ومِن هذه الشاكلة وللجهل بالحقائق ودون تتبع بكشف الأعمال والتعاملات الصادرة منه إن كانت تؤهله أم لا “لا تقيّم بعاطفة وهوى أو لشهرة وتميل حيث مالوا بل عن معرفة إن كنت قادرًا أو اسأل الصادقين من أهل الاختصاص وإلا فاترك لا لك ولا عليك”، خلق المجتمع رموزًا دينية واجتماعية هي بعيدة عن هذه المسميات حتى عاث بعضها فسادًا بدلًا من الإصلاح -نأمل ألا يُصاب مجتمعنا بهذا الداء الفتاك- كما وعلى الجميع أن يكونوا يقظين هذه مسؤولية تقع عليهم لا يبررها جهلهم بها “من قال خلاف الواقع فقد شهد زورًا”.

وما يعني علماء الحياة أن المطلوب منهم النصح في عملهم وعند مشورتهم سواءً أكانوا حملة الشهادات الأكاديمية أو فنيين وأصحاب خبرة في مجال معين لأنهم الطريق الذي يسلكه صاحب الشأن يمشي على ضوء توجيهاتهم لتحقيق ما يربو إليه بحكم التخصص فلو أسلكوه طريقًا بالتدليس ووثق بما قالوا حتى أوقعوه في حفر أو اعترضته صعاب وأفشلته الوصول لمبتغاه وهم يعلمون مسبقًا هنا ينطبق عليهم ما كنا نعيبه على عالم الدين استغلوا سمعتهم وضللوا العقول وخانوا المهنة وضيعوا الأمانة.

على كل عالم أن يخاف الله ولن يتسنى له دون أخلاق وتواضع وتقوى “اتقوا الله تكونوا من الفائزين المفلحين”.



error: المحتوي محمي