ارْفَعْ
أنَّاتٍ واملأ بِهَا رُحَبَ الْفَضَاءِ بِجُهْدِ زُفَرٍ جَالَتْ جَلِيَّا
وَانْدُبْ
الخَطْبَ شَاخِصَا بِحُرْقَةِ فزعٍ دَوَّتْ الأسْمَاعَ دَوِيَّا
واقْرَعْ
الآفاقَ بِهَدِيْرِ صَوْتٍ خَرَقَ الْمَدَى مُجَلْجِلاً عَلِيَّا
لَا تُتَمْتِمْ
بِسَفَهِ الْحَدِيْثِ وَتَزْدَدْ فِيْ نَفْسِكَ زَيْغًا وغَيَّا
وَانْشُرْ
رَايَاتٍ سُودٍ تَبْرُقُ طَوَتْ بِطُوْلِ بُعْدٍ مَا بَعْدَهَا طَيَّا
أمْهِلْ
الخُطَى بِتَأنٍّ وأرْدُدْ عَلَى رِسْلِكَ ولَا تَخْفُتْ بِتَبَعٍ مَلِيَّا
قَدْ
صَابَ الْمَارِقُوْنَ مِنْهُ بِشَقِّ هَامَتِهِ مَكَانًا قُدْسِيَّا
غَدَا
بِتِيْهٍ وسُوْءِ مُنْقَلَبٍ بِفَعْلَتِهِ فِيْ يَوْمِ جَرِيْرَةٍ وأضْحَى قَصِيَّا
وأدَ
الصَّلَاةَ فِيْ مِحْرَابِهَا بَغْيًا مِنْهُ بِعِدْوّةٍ وعِدِيَّا
وَارْتَفَعَ
صَوْتُ الْوَحْيِ وَزَلْزَلَ وَتَأذَّنَ فَزِعًا مِنْ هَوْلٍ بَلِيَّا
لَهِبَتْ
أنْفُسٌ وشَجَتْ بِوَدَاعٍ وَحُرَّتْ بِجَمْرٍ وَقَدَتْ غَلِيَّا
لَمْ
يَقُلْ أحَدٌ مِنَّا وَيَزْعَمْ بِأَنَّ عَلِيًا نَبِيَّا بَلْ كَانَ خُلُقُهُ نِبْرَاسًا نَبَوِيِّا
يَا لَيْلَةَ
الْقَدْرِ صُبّي عَلَيْهِ مَدَامَعَ مِنْكِ فَقَدْ غيَّبُوَا الْوَلِيَّا
طَفِقَتْ
عَلَيْهِ بِوَابِلِ شَجٍ ضَامِرٍ وَبَدَتْ تَنْعَاهُ بِوَاعِيَةٍ صُبْحًا ومَسِيَّا